أحكمت حركة "طالبان" صباح الجمعة، سيطرتها على ولايات جديدة في أفغانستان، ليرتفع العدد إلى 15 ولاية. ونشرت حسابات رسمية لحركة "طالبان" تغريدات ومشاهد من مدينة قندهار، وولاية هلمند، جنوبيأفغانستان، وهما أحدث المناطق التي سقطت بيد الحركة. وقندهار عاصمة إقليم يحمل الاسم نفسه، وثاني أكبر مدينة في أفغانستان بعد العاصمة كابل. وحتى مساء الخميس، أقرت الحكومة الأفغانية بسقوط 12 ولاية بيد حركة "طالبان"، بيد أن حسابات الحركة قالت؛ إن العمليات تواصلت حتى صباح الجمعة، لتسقط 3 ولايات جديدة. وقالت الحكومة إنها تمكنت من قتل أكثر من 200 مسلح من طالبان في 7 ولايات، في غارات نفذتها القوات الحكومية خلال 24 ساعة. وفي وقت سابق الخميس، أعلنت طالبان سيطرتها على مدينة هرات عاصمة ولاية تحمل الاسم نفسه، وثالث أكبر مدينة في أفغانستان. كما كشفت وزارة الداخلية الأفغانية، صباح الخميس، عن سقوط مدينة غزني، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه جنوب شرقي البلاد، في قبضة طالبان، دون مقاومة من المسؤولين. وقالت الوزارة، في بيان؛ إنه تم اعتقال محافظ الولاية وعدد من زملائه من قبل قوات الأمن الأفغانية ظهر اليوم، بعدما أعلن رئيس مجلس ولاية غزني في منشور على فيسبوك، تسليم محافظ غزني ولايته إلى حركة طالبان، عقب مباحثات عقدها مع زعيم الحركة أبو بكر. فيما نقلت مصادر عن "طالبان" قولها؛ إن مسلحي الحركة اعتقلوا وكيل وزارة الداخلية وحاكم هرات ونائبه ومدير المخابرات وقائد الشرطة بالولاية يشار إلى أن ولاية غزني تقع على الطريق المؤدي إلى العاصمة الأفغانية كابل، حيث تفصلهما مسافة لا تتعدى 149 كيلومترا. وحذر القائم بالأعمال الأمريكي لدى أفغانستان، روس ويلسون، الخميس، من أن حركة "طالبان" ستواجه عزلة دولية في حال استمرت بارتكاب أعمال عنف. وقال ويلسون، في تغريدة عبر تويتر؛ إن "تصريحات طالبان في الدوحة لا توافق أفعالها في ولايات بدخشان ( شمال شرق)، وغزنة (شرق)، وهلمند (جنوب)، وقندهار (جنوب)". وشدد على أن "محاولات احتكار السلطة بالعنف والخوف والحرب، لن تؤدي إلا إلى العزلة الدولية". وفي وقت سابق الخميس، قال رئيس اللجنة العليا للمصالحة الوطنية الأفغانية عبد الله عبد الله؛ إنه "لم يتم تسجيل أي تقدم في مفاوضات السلام المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة حتى الآن". وجاءت التصريحات بعد ساعات من سيطرة طالبان، على مقر قيادة فيلق عسكري، في ولاية قندوز، شمالي أفغانستان، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ تصاعد المواجهات مؤخرا. خطوة إضافية ذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، الجمعة، أن واشنطن بصدد إرسال 3 آلاف جندي إضافي أمريكي في مهمة مؤقتة إلى أفغانستان. وأوضح أن الهدف من إرسال الجنود، مساهمتهم في تأمين سحب أعضاء البعثة الدبلوماسية الأمريكية من السفارة في كابل. وكان وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان أنتوني بلينكن، ولويد أوستن، أبلغا الرئيس الأفغاني أشرف غني بتقليص الوجود الأمريكي المدني في كابل في ضوء "تطور الوضع الأمني"، وزيادة وتيرة رحلات الهجرة للأفغان الذين ساعدوا الجهود الأمريكية في أفغانستان. وأعلنت السفارة الأمريكية في كابل أن عملها سيتواصل، لكن بالحد الأدنى من الموظفين. ودعت أطراف دولية إلى التهدئة في أفغانستان، وحملت أخرى طالبان مسؤولية تزايد أعمال العنف. وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في تغريدة عبر "تويتر": "نرحب بالنتائج الإيجابية للاجتماع الدولي بالدوحة بشأن عملية السلام بأفغانستان". وتابع: "ندعو جميع الأطراف المشاركة في اجتماع الدوحة لاتخاذ خطوات أكثر لبناء الثقة، ونحث الجميع على تكثيف الجهود للتوصل لتسوية سياسية ووقف لإطلاق النار في أفغانستان". فيما قالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان: "نعتقد أن أفغانستان تتجه نحو حرب أهلية". وتابعت: "قد نعود مجددا إلى أفغانستان إذا تحولت إلى ملاذ لتنظيم القاعدة". وأضافت :"قد نعود مجددا إلى أفغانستان إذا بدأت في إيواء تنظيم القاعدة". بدورها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية؛ إن "تصاعد العنف في أفغانستان والخطر الذي يهدد المدنيين في المدن الأفغانية يثير قلقنا". وتابعت: "نحث طالبان على الحفاظ على سلامة الدبلوماسيين وضمان أمن مقارنا الدبلوماسية في هرات". وأضافت: "نحن على تواصل دائم مع الدبلوماسيين الإيرانيين في قنصليتنا في هرات". باكستان بدورها، عبر بيان لوزارة خارجيتها، قالت إنها تخشى من تدفق لاجئين أفغان إلى حدود بلادها مع استمرار تدهور الوضع الأمني في أفغانستان. وتابعت: "إسلام آباد لن تكون قادرة على تحمل أعباء اللاجئين الأفغان". وأضافت أن "هناك آلية للمفاوضات الأفغانية، والجميع يدركون أنه لا حل عسكريا للصراع في أفغانستان". أما المبعوث الروسي إلى أفغانستان ضمير كابولوف، فقال؛ إن موسكو تدرس طلب حكومة كابل تزويدها بمروحيات عسكرية.