أفاد وفد طالبان في موسكو، صباح الجمعة، بأن الحركة باتت تسيطر على 85% من مساحة أفغانستان، بعد تحقيقها انتصارات كبيرة. وأوضح أنه "لم نتعهد لواشنطن بعدم مهاجمة عواصمالولايات في أفغانستان"، مؤكدا: "إذا تكللت مباحثات الدوحة بالنجاح سنوقف هجماتنا في عموم أفغانستان". وشدد على أنه "لا نهدف لاغتصاب السلطة في أفغانستان". وأضاف المتحدث باسم طالبان، محمد نعيم، لوسائل الإعلام: "نتعهد بعدم تعرض دول الجوار والدول الصديقة لأي تهديدات من أفغانستان". وأكد أنه "لن نسمح بتمدد تنظيم الدولة في أفغانستان وسنحاربه". وتابع: "ليس لدينا أي مشكلة مع أي شخص، وإذا شعر أحد بأي مشكلة، فنحن على استعداد للتوصل إلى تفاهم والجلوس معهم ومناقشة المشكلة. ليس لدينا مشكلة في الجلوس والنقاش بهذا الصدد أبدا". وأكد أنه "في الواقع، نضالنا المستمر منذ عشرين عاما، كان ولا يزال من أجل حرية واستقلال وهوية بلدنا، وكذلك من أجل مصير شعبنا. نحن ممثلون عن هذا الشعب وهذا البلد. لا يمكن أن يكون هذا البلد بدون مصير ووصي". وأضاف: "كل ما نقوم به في هذا الصدد يقوم على معتقد أن هذه هي أرضنا وشعبنا وبلدنا. نريد أن يختار وطننا مصيره وألا يتدخل الآخرون فيه، خاصة أن لايكون هناك أي دولة وأي محتل". وميدانيا، دخلت قوات "طالبان" إلى قندهار ثاني أكبر مدن أفغانستان، ما يعد تحركا كبيرا باتجاه السيطرة على غالبية البلاد. وتشهد أفغانستان نشاطا متزايدا لحركة طالبان في الوقت الحالي؛ أسفر عن سيطرتها على عدد كبير من القرى والأحياء، بينها 70 قرية من أصل 130 تشكل منطقة ساروبي التي تبعد 50 كلم شرق العاصمة كابل، حسبما نقلت قناة "طلوع" المحلية. في سياق متصل، نقلت قناة "طلوع" المحلية عن مسؤولين في الأمن الأفغاني، لم تسمهم، قولهم؛ إنّ "5 مناطق في ولاية كابل تحت تهديد طالبان، من أصل 14 منطقة". ونهاية حزيران/ يونيو الماضي، سيطرت حركة "طالبان"، على 3 مناطق بولاية غزني، خلال 24 ساعة فقط. يشار إلى أنه بوساطة قطرية، انطلقت في 12 شتنبر 2020، مفاوضات سلام تاريخية في الدوحة، بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"، بدعم من الولاياتالمتحدة، لإنهاء 42 عاما من النزاعات المسلحة. وقبلها أدت قطر دور الوسيط في مفاوضات واشنطن وطالبان، التي أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي أواخر شباط/ فبراير 2020، لانسحاب أمريكي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى. وحاليا تدور محادثات أفغانية في طهران، وسط تقدم كبير لطالبان على الأرض.