"في كل دقيقة يموت خمسة أشخاص، بسبب خطأ في المعالجة"، كانت هذه كانت كلمة "تيدروس أدهانوم غيبريسوس"، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في تقرير للمنظمة سنة 2019، وهذا يتجاوز قتلى الانتحار أوالحروب أو الأمراض الفتاكة مثل الملاريا. ووفق المتعارف عليه فمعظم الأخطاء الطبية، ترتبط بالتشخيص الخاطئ وكذلك الأدوية غير المناسبة، بالإضافة إلى عمليات بتر خاطئة للأطراف أو عمليات جراحة المخ،بالإضافة إلى الإهمال و الاخلال بالواجب المهني. الطفلة هبة و الشابة منال،حالتين أعادتا مشكل الأخطاء الطبية للواجهة في المغرب،حيث كان الاهمال و التقصير المهني أحد أسباب مغادرتهما للحياة. "نون بريس"، سلط الضوء على هذا الموضوع الذي أثار جدلا واسعا في الآونة الأخيرة بالمغرب، حيث حاور أسر الضحيتين للتعرف أكثر على قصتهم وكشف جميع ملابسات الوفاة التي هزت الرأي العام الوطني. الأخطاء الطبية.. قاتل جديد سرق ضحكة الطفلة هبة على حين غَرةٍ ودون سابق إنذار لم تعد الطفلة هبة بكير قادرة على الحركة بعد أن كانت ضحكاتها وحركاتها تملأ البيت. في العشرون من ماي لعام 2021، تلقت أسرة الطفلة التي كانت تعاني من مرض فقر الدم المنجلي، نبأ وفاتها بمستشفى الهاروشي بالدارالبيضاء بعد أن كانت حالتها الصحية مستقرة قبل يوم. أسرة الطفلة هبة استغربت واقعة الوافاة خاصة وأن حالتها الصحية لم تكن بالخطيرة،وفق تعبيرهم. وحول تفاصيل الواقعة، تروي فاطمة الزهراء والدة هبة أن ابنتها البالغة من العمر 10 سنوات،كانت تعاني من مرض فقر الدم المنجلي، وقد اضطرت لنقلها إلى قسم الأنكولوجيا P3 بالمستشفى المذكور، وذلك بعد شعورها بألم على مستوى الكتف. وأضافت المتحدثة ذاتها، أن الطفلة هبة، لم تحظ بالرعاية اللازمة من طرف الأطقم الطبية، حيث أكد الأطباء أن وضعها الصحي ليس خطرا، ولا يستدعي دخولها للمستشفى. وتابعت أم الطفلة، أنه بعد عودتها للمنزل رفقة ابنتها المريضة، لم تتحمل الأخيرة الآلام التي كانت تشعر بها، لتنتقل صبيحة اليوم الموالي للمستشفى من جديد، حيث تدهور وضعها الصحي بشكل خطير. وأوردت أن الطبيبة المشرفة على مثل هذه الحالات، أخبرتها أن حالة ابنتها حرجة، ويجب أن ترقد بقسم الإنعاش، غير أنهم لم يتمكنوا من إيجاد مكان لها، فتركوها ملقاة على الأرض، لتتفاجئ بعد ذلك بوفاتها، دون البوح بأسباب الوفاة. ودعت والدة الطفلة إدارة المستشفى، لمدها بتقرير طبي، يشخص حالة ابنتها ويكشف تاريخ وفاتها الحقيقي، والأسباب التي جعلتها تفارق الحياة، وهل يتعلق الأمر بخطأ طبي أو إهمال طبي،خاصة وأنها شاهد ازرقاق في جسمها. وخرج ، صباح أمس الثلاثاء، أباء وأمهات الأطفال المصابين بأمراض الدم الوراثية كفقر الدم المنجلي والثلاسيميا ، للاحتجاج أمام على استمرار مسلسل موت الأطفال بسبب الاهمال وأخطاء طبية ناجمة عن سوء التسيير . الطفلة هبة ليست الوحيدة التي كانت ضحية الإهمال وخطأ طبي، منال الطالبة في السنة الأولى من شعبة الاقتصاد كانت تظن بدورها بأن معاناتها مع الزائدة ستنتهي بعد العملية الجراحية التي ستجريها غير أن القدر رسم لها طريقا آخر لتكون العملية الجراحية سبب وفاتها و نهاية معاناتها للأبد. بنبرة ألم و حسرة كبيرة روى أحد أقارب منال القصة الكاملة لوفاة الضحية نتيجة خطأ طبي فادح بإحدى المصحات الخاصة بالدارالبيضاء. منال.. ضحية جرعة تخدير زائدة ! لقت الشابة منال حتفها بعد إجرائها عملية بسيطة لاستئصال الزائدة في مصحة خاصة بمدينة الدارالبيضاء، وذلك بعد غيبوبة دامت حوالي 25 يوما. حسب معطيات كشفت عنها أحد أقارب منال، فإن الضحية شعرت في إحدى ليالي رمضان بألم شديد في بطنها، حيث اضطرت الأسرة إلى نقلها لمستشفى خاص من أجل إسعافها، وفور ولوجهم للمستشفى وتشخيص حالتها الصحية أخبرهم المشرفون على تتبع حالتها الصحية يوم 30 أبريل 2021 أنه يستوجب عليها إجراء عملية بسيطة لاستئصال الزائدة إلا أنها لم تستيقظ من العملية ودخلت في غيبوبة، إلى حين وفاتها ،خاصة أنها لم تكن تعاني من أي مرض عضال وكانت بصحة جيدة. وأكد المتحدث ذاته، أن الشابة منال توفيت نتيجة خطأ طبي بالمصحة المذكورة خلال إجرائها العملية بسبب "جرعة تخدير زائدة"، مشيرا إلى أن التهور الطائش والتقصير في المهمة واللامبالاة أسباب حقيقية وراء وفاة منال، وفق تعبيره. وتطالب أسرة الضحية إدارة المصحة بتقديم توضيحات بخصوص الواقعة وجبر الضرر، مشيرين أنهم سيراسلون جميع الجهات من أجل التحقيق في وفاتها خاصة وان المستشفى اعترفت بالخطأ الطبي الذي تعرضت له الفتاة وبأن المشرف على تخدير الضحية هو ابن صاحب المستشفى وفق التصريحات التي أدلى بها أحد أقارب منال للموقع.