كشفت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني الليبية تفاصيل محاولة اغتيال الوزير فتحي باشاغا، إثر تعرض موكبه لإطلاق النار بمنطقة جنزور، غرب طرابلس، فيما استنكر المجلس الرئاسي الجديد وحكومته والسفارة الأميركية الحادثة. وأوضحت الوزارة، في بيان مساء أمس الأحد، أن موكب باشاغا تعرض لإطلاق نار، أثناء مروره بمنطقة جنزور، ظهرا، وقالت إن "سيارة مسلحة نوع (تويوتا 27) مصفحة قامت بالرماية المباشرة على موكب وزير الداخلية باستعمال أسلة رشاشة"، لكن العناصر الأمنية المكلفة بحراسة الوزير "قامت بالتعامل مع السيارة المذكورة، والقبض على المجموعة المسلحة بعد الاشتباك معها". وأشار البيان إلى أن اشتباكا مع المهاجمين أدى لتعرض أحد حراسات الوزير إلى "إصابة خفيفة، وتم القبض على اثنين من المهاجمين ووفاة الثالث أثناء التعامل الأمني معهم". وتتطابق تفاصيل بيان الوزارة مع ما أكده مصدر أمني تابع لمديرية أمن جنزور في وقت سابق من اليوم ل"العربي الجديد". وأكدت الوزارة أن الشرطة ب"إجراءات الاستدلال القانونية والتحفظ على الضالعين بارتكاب الواقعة"، وإحالة القضية إلى مكتب النائب العام ل"مباشرة إجراءات التحقيق القضائي بما يكفل عدم إفلات المجرمين من العقاب". كما أكدت الوزارة استمرارها "وكافة الأجهزة والقطاعات الأمنية بممارسة أعمالها، والاضطلاع بواجباتها في بسط الأمن وإنفاذ القانون وملاحقة المجرمين وضمان عدم إفلاتهم من العقاب". من جانبه، استنكر المجلس الرئاسي الجديدة وحكومته الحادث الذي تعرض له وزير الداخلية، مطالبين بضرورة فتح تحقيق عاجل. وقدم المجلس وحكومته، في بيان مشترك مساء الأحد، التهنئة لوزير الداخلية "على سلامته وسلامة كافة المواطنين الموجودين في موقع الحادثة". وشدد البيان المشترك على ضرورة "فتح الجهات القضائية والضبطية بشكل عاجل تحقيقا نزيها وشفافا في ملابسات الحادثة وملاحقة مرتكبيها، والتأكيد على عدم إفلات كل المتورطين من العقاب". وأشار البيان إلى أن "مسيرة تحقيق الاستقرار مليئة بالتحديات والمتربصين"، مضيفا "لذا يجب علينا ألا نجعل لهم مجالا للفتنة وزرع المكيدة وعرقلة هذه المسيرة التي سلكناها معا من أجل النهوض بليبيا". كما دعت السلطة الجديدة كافة الأطراف "في هذه المرحلة الحرجة إلى ضبط النفس، والحرص على العمل معا للوصول للحقيقة ومحاسبة كل من خرق القانون من خلال الجهات القضائية والأمنية المختصة"، مؤكدة أن بسط السيطرة الأمنية الكاملة على كافة التراب الليبي من أولوياتها فور مباشرتها لأعمالها. من جهتها، ذكرت سفارة الولاياتالمتحدة في ليبيا، أن سفيرها ريتشارد نورلاند "أعرب عن غضب الولاياتالمتحدة من الهجوم الذي استهدف الوزير باشاغا وقدم تعاطفه مع العضو المصاب في فريقه". وأضافت السفارة الأميركية، عبر حسابها على "تويتر"، أن السفير نورلاند هاتف باشاغا، وقال إن "تركيز الوزير باشاغا على إنهاء نفوذ المليشيات المارقة يحظى بدعمنا الكامل"، حاثا على إجراء تحقيق سريع لتقديم المسؤولين إلى العدالة.