أمرت النيابة العامة المختصة بالمحكمة الابتدائية بتطوان، بفتح تحقيق موسع في محاولة إحراق شابين لذاتهما زوال الاثنين الماضي أمام موقف للسيارات لا يبعد سوى أمتار قليلة عن مفوضية الأمن بالفنيدق ، و ذلك احتجاجا على محاولة اقتحام فرقة من الجمارك لموقف السيارات من أجل مصادرة السلع المهربة الموجودة بالداخل بعد توصلها بإخبارية تفيد بتواجد أطنان من الملابس المهربة المخزنة بالداخل . وأفاد شهود عيان لموقع "نون بريس"، أن أفرادا من الجمارك حاولوا اقتحام موقف السيارات و مرآب المسجد الأعظم ، قبل مفاجئتهم من طرف أحد الشباب المتواجدين بالمكان و تهديده بحرق ذاته معبرا عن سخطه و تذمره ،لتتطور الأمور بعد ذلك إلى ما هو أخطر عندما حمل شاب ثاني متواجد بالمكان قنينة من البنزين وصبّ كمية كبيرة منها على جسده مهددا بإشعال النار بواسطة ولاعة يحملها بيده في حال نفذ عناصر الجمارك عملية الاقتحام و حجز السلع المهربة. وقد تسبب الحادث في حالة من الفزع و الخوف في صفوف الحاضرين للواقعة، حيث تجمهر عدد كبير من المواطنين الذين حاولوا إقناع الشاب بعدم تنفيذ تهديده وهو في حالة هيستيرية ، محذرا الجميع من الاقتراب منه. و حضرت السلطات المسؤولة على وجه السرعة إلى عين المكان بمختلف مشاربها ، حيث حاول المسؤولون تهدئة الأمور حتى لا تتطور إلى ما لا تحمد عقباه ، خاصة و أن مرآب المسجد كان يوجد به عدد كبير من السيارات و قد يتحول الأمر إلى كارثة حقيقية في حال تنفيذ تهديد الشاب بإشعال النار. و تراجعت فرقة الجمارك المتكونة من خمس سيارات عن اقتحام مرآب المسجد، بعدما انتشر الخبر بأرجاء المدينة و حضر عدد غفير من المواطنين لمتابعة أطوار الحدث ، فضلا عن تدخل أصحاب السلع من أجل حملها لمستودعات آخرى أكثر أمانا داخل الأسواق . و حذر أحد المهتمين من تحول التهديد بحرق الذات ، إلى طريقة عادية يستخدمها المواطنين من أجل الاحتجاج ، ما يؤثر بشكل سلبي على سير المؤسسات و يفرغ كل القوانين من محتوياتها مقابل تأسيس منطق الفوضى و خلق الأمر الواقع. يذكر أن عناصر الجمارك سبق و قاموا بمداهمات مفاجئة لبعض المستودعات الموجودة داخل الأحياء الراقية بالمدينة ، ما مكن من حجز أطنان من السلع المهربة المتمثلة في الملابس الجاهزة و المواد الغدائية .