تزخر مدينة آسفي بعدد من المعالم التاريخية التي تشهد على العمق التاريخي والحضاري لهذه الحاضرة المطلة على المحيط الأطلسي، إلا أنها تواجه اليوم خطر الاندثار والزوال بفعل عدد من العوامل الطبيعية والبشرية. وتعيش هذه المعالم التراثية، في الآونة الأخيرة، وضعية مقلقة جراء الانهيارات المتتالية والمخاطر المحدقة بها، والتي أضحت تهدد وجودها المادي والتاريخي والحضاري، كما هو الحال اليوم بالنسبة للكنيسة الإسبانية التي انهار جزء منها يوم الثلاثاء الماضي. وحسب نداء لجمعية ذاكرة آسفي، التي تعد شريكا أساسيا في حماية المعالم الحضارية للمدينة والارتقاء بمكانتها الثقافية والتاريخية، فإن ما حدث للكنيسة الإسبانية قد ينسحب أيضا، على المعملة البرتغالية قصر البحر ومعالم أخرى التي "تعيش حالة مزرية جراء ما تتعرض له من إهمال في ظل انعدام الصيانة أو الترميم". وأثارت الجمعية انتباه المسؤولين والمشرفين ، محليا ووطنيا، إلى الوضع "المقلق جدا" لهذه المعالم الحضارية التي تعرف سنة بعد أخرى انهيارات متتالية، ستقضي لا محالة على وجودها المادي، مما يشكل خسارة كبرى لذاكرة المدينة ولرصيد البلاد الحضاري. واعتبرت الجمعية أن الحفاظ على المعالم الحضارية المتنوعة الهوية بآسفي ، والتي لها قيمتها التاريخية وحمولتها الروحية والحضارية ، تشكل مصدر ثراء للذاكرة المحلية والوطنية ، بل مصدرا أساسيا – في حالة صيانتها وحسن توظيفها – في الارتقاء بجاذبية مدينة آسفي والإسهام في تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وطاللبت الجمعية كل الغيورين والمسؤولين من أجل التحرك الجدي والمجدي لاستدراك الزمن من أجل الحفاظ على ما تعتبره إرثا مشتركا لمدينة آسفي وللوطن ،مؤكدة استعدادها – كجمعية – للتعاون مع مختلف الأطرف لدراسة جميع الحلول الممكنة والمنقذة للمآثرالتاريخية والحضارية للمدينة . وأشارت إلى أن عوامل بشرية بسبب عدم وعي الساكنة أدت إلى تدهور هذه المعالم، ك"الحفر على الكنوز والبناء العشوائي بمحاذاة السور ورمي الأزبال"، بالإضافة إلى عوامل أخرى ك"غياب الصيانة والترميم المستمر وتقادم الملاط، مما أدى إلى ظهور تصدعات وحدوث انهيارات جزئية متسلسلة". بالمقابل، خلصت المسؤولة الإقليمية إلى التأكيد على أن مختلف المجهودات المبذولة للنهوض بالمعالم التاريخية للمدينة، "غالبا ما تصطدم بشح أو شبه غياب للموارد المالية المرصودة لترميم هذه المعالم، وذلك على الصعيد المركزي".