عاشت مدينة آسفي يوم أمس الأربعاء، يوما حزينا ، بعدما انتشر خبر وفاة البحار المسن (حسن .ع)، البالغ من العمر 61 سنة، بعد غرق قارب صيد تقليدي كان على متنه رفقة صديق له جرى إنقاده بينما شاءت الأقدار أن يفارق الحياة غرقا، “عمي حسن” كما ينادى عليه وسط بحارة مدينة آسفي. وتعود شهرة البحار “حسن ع”، إلى انشتار شريط فيديو قبل أيام يظهر فيه مجموعة من الشباب بأحد أحياء مدينة آسفي، يقومون باعتراض المارة، ويطلبون منهم بطائفهم الوطنية، والوثيقة التي خصصتها وزارة الداخلية، للمواطنين من أجل الخروج، خلال فترة الطواريء الصحية، وهي المهمة التي أوكلت قانونا لرجال السلطة والأمن والدرك دون سواهم . وخلف شريط الفيديو هذا، الذي صور بعدسة هاتف أحد الصحفيين بالمدينة، والذي يملك موقعا جهويا، غضبا عارما وسط نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين انتقدوا الطريقة المهينة التي تعامل بها هؤلاء الشباب مع البحار المسن، والتي وصفها بعض المدونين “بالبلطجة”، خاصة وأنهم عمدوا إلى تفتيش حاجياته الخاصة وأدوات عمله، وعرضها في البث المباشر الذي كان يبثه الصحفي على صفحة موقعه على الفيسبوك. وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بمحاسبة، هؤلاء الشباب الذين، أهانوا رجلا مسنا، وانتحلوا صفة ينظمها القانون، كما دعوا إلى محاسبة الصحفي الذي شهر بهذا الرجل المسن، من أجل رفع عدد المشاهدات لبثه المباشر، في ضرب صارخ لأخلاقيات مهنة الصحافة وللقانون . الصحفي المسفيوي أحمد الركيبي، كتب معلقا على الحادثة على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، قائلا: “رحم الله عمي حسن وإلى جنة الخلد إن شاء الله ..والخزي والعار للبلطجية الجبناء أبطال الفيديو الرخيص وحسبنا الله ونعم الوكيل في من ظلمك و استرخص كرامتك وعزة نفسك في سبيل تصوير أنذل وأحقر فيديو يمكن أن ترمقه عيناك”. بدوره الناشط إسماعيل العمري على شريط الفيديو، على صفحته على فيسبوك قائلا :” هذا الرجل شاهدته عبر فيديو اعترض سبيله مجموعة من قطاع الطرق ” صحافيون” وتقمصوا دور السلطة و سألوه عن ورقة السماح التنقل و تمادوا في غيهم و فتشوا سطلا يحمله، يحتوي على بعض إعانات المحسنين، رجل طاعن في السن وجد نفسه محاطا بصحافيين مجرمين، الصدمة أن الرجل غادر الحياة و حمل معه غصة….بعد أن انقلب قاربه في عرض البحر…أخيب حاجة هي يموت شي واحد بلاما يسامحك”. وتعليقا على هذا الحادث المأساوي، قال كمال القدميري، المنسق الإقليمي للهيئة الديموقراطية المغربية لحقوق الإنسان، في اتصال مع نون بريس: ” أن الحادثة وقعت ما بين الساعة الواحدة والثانية، زوالا، بحي بياضة، أي قبل الساعة السادسة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية كموعد لتوقيف الحركة والجولان”. وأضاف كمال القدميري، أن الصحفي قام بالتصوير، في غياب أي ممثل للسلطة، عامدا إلى تحريض هؤلاء الشباب على تفتيش المواطنين، بكل عشوائية، قل أن يأتي البحار “حسن.ع” ليقوموا بتوقيفه، وتفتيش سطل بلاستيكي كان يحمله وبه بعض المتعلقات الخاصة به، في تعد سافر على خصوصيته وكرامته”. وتابع القدميري ، أن ما بثه الصحفي، يدخل في إطار التحريض على القيام بمثل هذه التصرفات، الغير المسؤولة، خاصة وأن الشباب أظهروا نقصا في الوعي، حيث كانوا يقومون بمصافحة المارة، ولا يتركون مسافة الأمان المطلوبة بينهم وبين المارة . وأشار القدميري، إلى أن الهيئة الحقوقية التي ينتمي لها، ستعمل على متابعة الملف، خاصة وأن مثل هذه التصرفات، لا تمت بصلة لا للعمل الصحفي، ولا للعمل التطوعي. جدير بالذكر أن الحكومة كانت قد اجتمعت قبل أسبوع، وأصدرت مرسوما، ينظم حالة الطوارئ الصحية التي يعيشها المغرب إلى غاية 20 أبريل، والجهات التي يجب أن تعمل على تطبيقها، والعقوبات الواجب اتخاذها في حق من يخرقون حالة الطوارئ هذه .