لليوم الثاني على التوالي يواصل موظفو التكوين المهني اعتصامهم، أمام الإدارة العامة لمكتب التكوين المهني و إنعاش الشغل بالدار البيضاء؛ احتجاجا على عدم تسوية ملفهم المطلبي، وعلى رأسه الترقية بالشهادة. وشهد اليوم الثاني من الاعتصام، الذي سيستمر لأربعة أيام احتكاكات بين رجال الأمن وأساتذة التكوين المهني، نتج عنها مجموعة من الإصابات، من بينها إصابة أستاذ على مستوى الرأس، إصابة وصفت بالخطيرة. وكانت التنسيقية الوطنية المستقلة للموظفين حاملي الشهادات بمكتب التكوين المهني، قالت في بلاغ لها توصل "نون بريس" بنسخة منه، أن هذه الفئة "تعيش احتقانا خطيرا ينذر بكارثة لا قدر الله". وذكرت التنسيقية أن هناك تراجعات وصفتها بالخطيرة والمتمثلة في "محاولة الإدارة الضرب في تسع سنوات من نضالات هذه الفئة عن طريق الترويج للمشاركة في مباريات التوظيف (المفتوحة أمام الجميع و المعتمدة في كل الإدارات العمومية منذ عشرات السنين) كحل للمطالب المشروعة لفئة حاملي الشهادات التي عانت ومازالت تعاني من ويلات التمييز و الإقصاء التي تمارسه الإدارة اتجاهها". وأضافت التنسيقية، أنه "في الوقت الذي يجب أن تعتمد فيه الإدارة على رؤية شمولية تحفظ حقوق ومكتسبات الشغيلة، وتقطع مع المقاربة المحاسبتية السطحية البعيدة كل البعد عن منطق وفلسفة الإصلاح الحقيقي المؤسس على الاهتمام بالمورد البشري، نجدها تحاول تجريد هذه الفئة من كل حقوقها المشروعة و البسيطة". وسجلت التنسيقية من خلال بلاغها "غياب الرغبة الجادة لدى الإدارة في حل مشكل الشهادات غير المحتسبة، عكس ما تحاول الترويج له و التلويح به، في تكريس منها لازدواجية الخطاب الإداري قصد التملص من المسؤولية و إبراء الذمة". وكذا "غياب التواصل المباشر مع السيدة المديرة العامة، يجعلنا نتساءل عن جديد القطاع بعد رحيل المدير العام السابق، و مَن مِن مصلحته انعدام التواصل هذا ؟". وبالتالي فإن التنسيقية الوطنية المستقلة لحاملي الشواهد العليا عاقدة العزم على المضي قدما في معركتها معتمدة كل الأساليب النضالية المشروعة مؤكدة على تشبتها بملفها المطلبي، وأن الحوار الاجتماعي هو المؤسسة والإطار الأقوم والأنسب للمفاوضات وإيجاد الحلول للنزاعات والقضايا المطروحة.