أبلغ بيني غانتس زعيم تحالف "أزرق أبيض" المنافس الرئيسي لرئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو، مساء الأربعاء، الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أنه غير قادر على تشكيل حكومة قبيل انتهاء المهلة الممنوحة له للقيام بهذا الأمر. وقال بيان لحزب أزرق أبيض "إن غانتس تحدث إلى رئيس الدولة ريفلين وأبلغه أنه غير قادر على تشكيل حكومة وإن الجهود في هذا السياق استمرت حتى اللحظات الأخيرة بدون إحراز أي تقدم" . وأدلى غانتس بتصريح مقتضب للصحافيين قال فيه إنه بذل جهدا كبيرا "في محاولة لتشكيل حكومة وحدة قومية ليبيرالية واسعة تكون قادرة على خدمة الجميع". وأضاف "أن تشكيل الحكومة كان مهمة تاريخية. لقد تعهدت عدم إدارة ظهري للناخبين والمبادئ التي ننطلق منها". وهاجم نتنياهو قائلا "يتوجب على نتنياهو أن يتذكر أننا ما زلنا في دولة ديمقراطية وأن غالبية الناس صوتت لصالح سياسة مختلفة عن سياسته. لا يمكن للشعب أن يكون رهينة أقلية متطرفة". وأضاف "كان على نتنياهو أن يأتي للتفاوض بمفرده وليس مع كتلة، لا أحد خارج النقاش الديمقراطي، لا العرب ولا المتدينين الأرثوذكس، كلهم شرعيون، كنت على استعداد لتقديم تنازلات مهمة لتشكيل حكومة وحدة وطنية." وبحسب القانون الإسرائيلي اذا فشل كل من نتنياهو وغانتس في تشكيل حكومة فسيكون أمام الكنيست الإسرائيلي مهلة 21 يوما لترشيح عضو في الكنيست قادر على ذلك. وفي حال أخفق الكنيست في هذا الأمر، ستتم الدعوة إلى انتخابات جديدة ستكون الثالثة في أقل من عام، ومن المرجح أن تجري في مارس المقبل. وسبق إعلان غانتس تبادل اتهامات بينه وبين نتنياهو في شأن تعثر محادثات تشكيل الحكومة الجديدة. ووصل نتنياهو وخصمه غانتس إلى طريق مسدود عقب انتخابات شتنبر، بعد فشلهما في الحصول على أصوات الأغلبية في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) المؤلف من 120 مقعدا. ونشر كل من الرجلين عبر حسابه على موقع تويتر، الأربعاء، ما يشي بانهيار المحادثات. وكتب نتنياهو "لسوء الحظ، رفض بيني غانتس خلال اجتماعنا الليلة الماضية قبول الشروط التي وضعها أفيغدور ليبرمان وقبول أن أكون بصفتي رئيسا للوزراء، الأول في التناوب". أما غانتس فاتهم نتنياهو بالتعنت. وكتب "يرفض بنيامين نتنياهو الوحدة ويبذل قصارى جهده لجرنا إلى انتخابات للمرة الثالثة". وفي وقت سابق، كتب الصحافي الإسرائيلي بن كاسبيت في صحيفة معاريف "أي محاولة للتنبؤ بنتيجة تفويض بيني غانتس هي مهمة انتحارية". وأضاف "لم يكن الطريق نحو تشكيل حكومة في إسرائيل مسدودا كما هو هذه المرة". من جهته، عاد رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان إلى الواجهة، الأربعاء، وأعلن في مؤتمر صحافي رفض في الكنيستيشكلها رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو او رئيس تحالف "ازرق ابيض" بيني غانتس. وحمل ليبرمان الحزبين مسؤولية "الفشل في تشكيل حكومة موحدة". وقال إن "غانتس لم يكن مستعدا لأن يقبل اقتراح رئيس الحكومة في التناوب ونتنياهو كان يماطل بالتمسك بالاحزاب المتدينة". وأضاف "أرفض تشكيل حكومة ائتلافية مصغرة بدعم من القائمة العربية المشتركة المناهضة للصهيونية". وبعدما وصف القائمة العربية بأنها "طابور خامس"، أضاف ليبرمان "أرفض حكومة ائتلافية مع الأحزاب المتدينة المتشددة لأن الأحزاب المتدينة غير صهيونية"، مؤكدا "نصر على تشكيل حكومة موحدة لان امامنا تحديين، هما تحد امني وتحد اقتصادي". ويشغل حزب "إسرائيل بيتنا" القومي ثمانية مقاعد في البرلمان وبدونه لا يستطيع نتنياهو أو غانتس تشكيل حكومة. ومعروف عن ليبرمان أنه معاد للعرب ومتشدد في مواقفه حيال قطاع غزة وسوريا وغيرهما. ويتهم نتنياهو بأنه أسير أهواء اليهود المتشددين. ويقود ليبرمان حركة علمانية ضد المتشددين الذي يشكلون عشرة بالمئة من السكان ويعترض خصوصا على إعفائهم من الخدمة العسكرية الإجبارية في إسرائيل. وقد توجه إلى نتنياهو الذي يتولى السلطة منذ 2009 تهم بالفساد يمكن أن تنهي حياته السياسية. ومن المتوقع أن يصدر المدعي العام قراره بخصوص مجموعة من تهم الكسب غير المشروع التي ينكرها نتنياهو بحلول كانون الأول/ ديسمبر.