هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ب”تدمير اقتصاد تركيا والقضاء عليه” إذا ما قامت أنقرة بأي أفعال يعتبرها “تتجاوز الحدود” في سوريا، بعد أن كان قد أعلن في وقت سابق أنه لن يمنع غزو تركي للمنطقة. وقال ترامب أمس الاثنين في تغريدة على موقع تويتر “كما ذكرت بقوة في وقت سابق، ومن أجل أن أوكد: إذا ما قامت تركيا بأي أفعال، اعتبرها، بحكمتي العظيمة التي ليس لها مثيل، أفعالا تتجاوز الحدود، فإنني سوف أدمر الاقتصاد التركي وأمحوه تماما (كما فعلت من قبل)” في إشارة إلى العقوبات على تركيا العام الماضي. وأكد ترامب أن تركيا والدول الأوروبية سوف تكون مسؤولة عن معسكر السجن الذي يحتجز فيه الآلاف من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الارهابي وعائلاتهم بشمال شرق سوريا، مضيفا “لقد حان الوقت لآخرين في المنطقة، وبعضهم يتمتعون بثراء عظيم، أن يدافعوا عن أراضيهم”. ويواجه ترامب ضغوطا في الكونجرس الأمريكي بشأن قراره بسحب القوات الأمريكية من منطقة الحدود السورية. وكان البيت الأبيض قد أعلن أن تركيا سوف تمضي قدما في تنفيذ العملية التي خططت لها منذ فترة طويلة في سوريا، وأن الولاياتالمتحدة لن تشارك فيها. هذا التراجع عن مواقفه جاء بعد أن انهالت الانتقادات على الرئيس ترامب بعد ساعات قليلة من إعلانه إخلاء الساحة في شمال سوريالتركيا، وتصاعدت الأصوات حتى من قلب معسكره الجمهوري رافضة هذه الخطوة، لا بل مهددة بالتوجه الى الكونغرس لعرقلة تنفيذها. وفي أحدث رد فعل سريع على قرار الرئيس ترامب الانسحاب من شمال سوريا، اعتبرت رئيسة مجلس النواب الأمريكي بيلوسي اليوم قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا مقلقاً للغاية. من جانبه، دعا السناتور ليندسي غراهام الجمهوري المقرب جدا من الرئيس الأمريكي، ترامب إلى “العودة عن قراره” سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا معتبرا أن هذا الخيار “ينطوي على كارثة”. وقال السناتور الجمهوري في تغريدة “اذا طبقت هذه الخطة” التي تمهد الطريق أمام هجوم عسكري تركي ضد الأكراد “فسأقدم مشروع قرار الى مجلس الشيوخ يطلب أن نعود عن هذا القرار. أتوقع أن يلقى دعما واسعا من قبل الحزبين”. فيما حذرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنقرة من عواقب العملية العسكرية التي تعتزم القيام بها في الأراضي السورية. وجاء في بيان للبنتاغون أن “الجانب الأمريكي كان قد حذر المسؤولين الأتراك من قبل من أن الأفعال الأحادية تنطوي على مخاطر بالنسبة لتركيا”، وأن التنسيق والتعاون هما أدوات أفضل لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وأضاف البيان أن “تركيا سوف تكون مسؤولة، مع الدول الأوروبية وغيرها، عن آلاف من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، الذين تم أسرهم وهزيمتهم خلال الحملة التي قادتها الولاياتالمتحدة”، في تكرار لرسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وصرح مسؤول أمريكي رفيع المستوى الاثنين أن بلاده لن تسحب سوى “عدد قليل جدا” من الجنود المنتشرين في سوريا على الحدود التركية، و”على مسافة محدودة جدا”، في حين بدا أن الرئيس ترامب تحدث عن انسحاب أكثر شمولية. وقال للصحافيين “ما نقوم به هو سحب بضعة جنود منتشرين على الحدود. انه عدد صغير للغاية على مسافة محدودة جدا” وأكد أنه “عدا ذلك، لم يتغير وضعنا العسكري في شمال شرق” سوريا. وأوضح أن الانسحاب يقتصر على “وحدتين صغيرتين جدا”، أي ما مجموعه أقل من 25 شخصا.