كشف الفنان المصري محمد علي، وصاحب إحدى شركات المقاولات التي تنفذ مشاريع تابعة للجيش المصري، عن وقائع فساد كبرى داخل القوات المسلحة، ومعلومات تنشر للمرة الأولى عن أسماء ضباط كبار متورطين في تبديد وإهدار مليارات الجنيهات، وتواطؤ البنوك في تمويل مشروعات “فاشلة” بضمان “أختام الجيش”، إلى جانب تحكم زوجة رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي في إدارة القصور والاستراحات الرئاسية. ونشر علي، مقطع فيديو عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، من مقر إقامته في مدينة برشلونة الإسبانية، وجه فيه سيلا من الاتهامات إلى جنرالات السيسي، ودورهم في سرقة أموال شركات المقاولات التي تتعامل مع الجيش، وهم وزير النقل الحالي اللواء كامل الوزير (الرئيس السابق للهيئة الهندسية للقوات المسلحة)، واللواء عصام الخولي مدير إدارة المشروعات، واللواء محمد البحيري، والعميد ياسر حمزة، والمقدم محمد طلعت. وقال الفنان المصري: “هؤلاء أهل الظلم والاستعباد هؤلاء من حطموا أحلامي وجعلوني أتغرب وأترك بلدي خوفاً من بطشهم على أولادي وعليا، وتلفيق لي اتهامات باطلة، الزج بي في السجن”، متهما السيسي بإهدار المليارات في مشروعات فاشلة، والإدعاء بأن مصر فقيرة أوي، مشيرا إلى أن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، فاشل بنسبة 100 بالمئة، وأن إيرادات مشروع حفر تفريعة قناة السيسي لم تغط حتى تكاليف حفل افتتاحها. وأوضح أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تقوم بإنشاء مشاريع بدون دراسات جدوي، وتقوم بإسناد تنفيذها لشركات بالأمر المباشر، وتجبر البنوك على تمويل هذه المشروعات بضمان “أختام الجيش” على العقود، ثم تجبر المقاول على البدء بتنفيذ هذه المشاريع دون إعطائه أي مستحقات أو دفعات مالية بزعم أنها خدمة لمصر ويجب أن يقف بجانب بلده. وأشار إلى أن شركة أملاك للمقاولات التي يمتلكها، حصلت منذ 15 عاما على كل الموافقات الأمنية والاشتراطات المطلوبة، لتنفيذ مشروعات الجيش، وقامت بتنفيذ العديد من الاستراحات والقصور والمشاريع العقارية، أحدثها فندق في منطقة الشويفات بالتجمع الخامس، شرق القاهرة، بتكلفة تصل إلى ملياري جنيه، واستراحة للسيسي وزوجته انتصار على شاطئ البحر في الإسكندرية لقضاء عطلة العيد فيها، رغم وجود قصر رئاسي على بعد أمتار من الاستراحة الجديدة. وأردف: ” انتصار السيسي، رفضت قضاء عطلة العيد في قصر المنتزه الرئاسي الذي كانت تقضي فيه سوزان مبارك عطلاتها، وأمرت ببناء استراحة رئاسية جديدة بلغت تكلفة إنشائها فقط 250 مليون جنيه، غير ثمن الأرض وتكلفة التأسيس والديكورات، ثم طلبت تعديلات بلغت تكلفتها 60 مليون جنيه”. وقال علي، إن “مشروع إنشاء فندق 7 نجوم في الشويفات بقيمة ملياري جنيه (فندق تريامف)، جاء مجاملة من السيسي لصديقة اللواء شريف صلاح، الذي يمتلك فيلا أمامه، رغم عدم حاجة منطقة التجمع الخامس إليه، وتراجع معدلات السياحة في مصر، ووصول نسب التشغيل في الفنادق الموجودة بالمنطقة إلى صفر، باستثناء قاعات الأفراح”. وطالب علي، جنرالات السيسي، برد أمواله ومستحقات في المشاريع التي نفذها لصالح الجيش والسيسي، والتي تقدر ب 220 مليون جنيه، مؤكدا أن شركته حصلت على كافة الاشتراطات المطلوبة، والموافقات الأمنية. واستطرد: “عارف إنى مش هاخد فلوسى ولكن صعبان عليا حالى.. ولسه فضايح اللواء كامل اللي وقف كل مستحقاتي في البلد بقرار قذر من عنده غير معلن، وده الطبيعي بتاعهم”، محذرا في الوقت نفسه من الزج به في قضايا ملفقة أو توجيه اتهامات له بانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين. يذكر أن محمد علي يعيش حاليًا في مدينة برشلونة الإسبانية، بعدما وقع بروتوكول تعاون مع كبرى شركات التصميم العقاري في مدينة برشلونة الإسبانية، لعمل دراسة لتنفيذ أحد المشروعات البنائية العملاقة في إقليم كتالونيا. ويستعد الفنان محمد علي لتصوير فيلم عالمي بعنوان “الفرعون المصري”، من إنتاج مشترك “مصري إسباني”، وتدور أحداثه في قالب أكشن، ومن المقرر تصوير معظم مشاهده في إسبانيا، بالاضافة إلى تنفيذ الغرافيك عبر كبرى الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال في أوروبا. ومن المقرر أن يفتتح السيسي، خلال الأيام المقبلة، قصرين رئاسيين جديدين أحدهما شتوي بالعاصمة الإدارية والآخر صيفي بمدينة العلمين؛ وسط تزايد حالة الغضب بين المصريين خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب ووجود نحو 90 قصرا واستراحة رئاسية بالبلاد. وتأتي أوامر السيسي ببناء قصور رئاسية جديدة، في الوقت الذي تتبع فيه مؤسسة الرئاسة قصور تاريخية كثيرة منها القبة (1842)، وعابدين (1863) -بناهما الخديوي إسماعيل-، والعروبة (1910)، والطاهرة (1920) -أفخم قصور العالم-، وجميعها بالقاهرة. وأيضا قصور، رأس التين (1847)، والمنتزه (1892)، ورأس الحكمة -بناه الملك فاروق، كمقرات صيفية بالإسكندرية والساحل الشمالي، بجانب استراحة رئاسية بقاعدة “محمد نجيب” الجوية، وأخرى بمرسى مطروح، إلى جانب 3 قصور واستراحات بالإسماعيلية، تضم القناطر الخيرية، وقناطر إدفينا استراحات على نهر النيل، واستراحة رائعة في أسوان، كما يضم شرم الشيخ 3 قصور كانت بحوزة عائلة حسني مبارك وأصبحت تابعة لمؤسسة الرئاسة، مع استراحة بقاعدة عسكرية بالمدينة. ومنذ الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي في 3 تموز/ يوليو 2013، تنامى دور المؤسسة العسكرية في الحياة الاقتصادية المصرية. وتتباين التقديرات حول حجم الدور الذي يلعبه الجيش في الاقتصاد المحلي. وينفي السيسي ما تردد من أن اقتصاد الجيش يمثل 50% من الاقتصاد المحلي، مؤكدًا أنه لا يتجاوز ال3%. وتخضع المشروعات التجارية التابعة للقوات المسلحة لثلاث جهات رئيسية هي وزارة الإنتاج الحربي (تأسست عام 1954) وتشرف على 20 شركة، ووزارة الدفاع ممثلة في الهيئة الهندسية، والهيئة العربية للتصنيع المملوكة للحكومة المصرية والمسؤولة عن 12 شركة. وحاولت المخابرات الحربية المصرية التغطية، على فشل مواجهة المعطيات التي بسطها محمد علي في شريط فيديو، حيث قامت بخلق بروباغندا إعلامية من خلال تسريبها مكالمة جنسية ل لواء جيش ومحاولات لحذف الفضيحة