في تعليقه على الاستنفارات العسكرية لكل من المغرب والبوليساريو بمنطقة الصحراء بعد التصريحات الأخيرة لبان كيمون التي وصف فيها المنطقة ب"المحتلة" وتمسك المغرب بسحب جزء من المينورسو، وما إذا كان يشكل دليلا على وجود بوادر اندلاع حرب بين الطرفين، قال عبد الفتاح الفاتيحي، الخبير الاستراتيجي في قضايا الساحل والصحراء، إن الحديث عن وجود بوادر اندلاع حرب محتملة بين المغرب والبوليساريو، يعد تجييشا لواقع قد ينذر باندلاع حرب في إطار التهيئ لما هو قادم. وأضاف عبد الفتاح الفاتيحي في تصريح لموقع "نون بريس"، قائلا: " لا يمكن أن نكثف بهكذا توجه لأن الحرب خيار سهل ويمكن أن يقع بين الفينة والأخرى، على الرغم من التطورات التي تعرفها منطقة الصحراء، ولكن يمكن إرجاع هذه الاستنفارات العسكرية إلى الوضع المضطرب في منطقة الصحراء خاصة بعد أن قصفت المجموعات الإرهابية بصواريخ نوعية عين أميناس الغازية في الجزائر". وشدّد عبد الفتاح الفاتيحي، قائلا: " لا اعتقد أن البوليساريو قادرة على إعلان الحرب ضد المغرب، أولا لأنها لا تمتلك سيادة قرار إعلان الحرب بحكم أنها متواجدة فوق التراب الجزائري"، مضيفا أن أي قصف للقوات المغربية سيكون حق الرد عليه مكفول من المكان الذي انطلقت منه هذه العملية وهو ما لا يجعل الأمر مقبولا أو منطقيا على الأقل باعتبار أن هناك حالة من التحفظ من قبل الجزائر والمغرب، في مقابل حالة من الصراع على مستوى الديبلوماسي دون رفع سقف الحرب الباردة بين البلدين إذا ما كانت هناك حرب، يورد الفاتيحي. وقال الفاتيحي، إن منطقة الصحراء مكهربة الآن في سياق الأزمة في ليبيا وفي منطقة الساحل والصحراء وفي الحدود الجزائرية، ينضاف إليها المشكل الذي طرحه الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون بخصوص الصحراء" مبرزا أن هناك حالة استنفار أيضا تحاول أن تناور به البوليساريو لتوتير العلاقة أكثر بين المغرب وبان كيمون لأن ذلك في صالحها. واستبعد الفاتيحي، أن يكون هناك إعلان حرب حقيقية بين المغرب والبوليساريو، في الآونة الأخيرة مرجحا في الوقت ذاته استمرار الاستنفارات العسكرية بالمنطقة إلى أقصى حد إلى أن تتم ضبط الأمور داخل الأممالمتحدة ما بعد تقرير الأمين العام في أبريل المقبل. جدير بالذكر، أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون، يخوض مؤخرا رفقة مساعديه حملة كبيرة ضد أعضاء مجلس الأمن الدولي لدفعهم إلى موقف ضد رد فعل المغرب اتجاه بعثة المينورسو وإقناعهم للخروج بموقف ضد المغرب، بحجة أن الموقف المغربي قد ينتقل إلى أماكن أخرى من العالم.