فجرت صحيفة لوموند الفرنسية فضيحة من العيار الثقيل، بعدما كشفت أن شركة كوكا كولا، دفعت أموالا باهضة لشخصيات مؤثرة، ومراكز أبحاث علمية، عبارة عن عقود دعائية وعلاقات عامة، من أجل صرف المستهلكين عن أخطار مشروباتها الغازية. وقالت الصحيفة في تحقيق نشرته بتاريخ 08 ماي الجاري، أن شركة كوكاكولا منحت، منذ عام 2010، أكثر من ثمانية ملايين أورو للخبراء والمنظمات الصحافية المختلفة، وكذلك للرياضة أو لرعاية بعض الفعاليات، من أجل صرف مهنيين في مجال الصحة وباحثين عن ذكر المخاطر الصحية التي تسببها مشروباتها. وأشار التحقيق إلى "أن تلك الأموال جاءت عن طريق " تمويلات الرعاية والعلاقات العامة " مشيرا إلى أنه عكس ما يتم الترويج له، بأن كوكوكا كولا تساهم في دعم البحث العلمي، إلا أنه تضع شروط احتكارية في عقودها مع مراكز الأبحاث العلمية، حيث تحتفض بحقها في نشر نتائج الدراسات التي تقوم بها هذه المراكز". ونقل تحقيق صحيفة "لوموند الفرنسية " عن مجلة "بابليك هلث بولسي" الأمريكية أن الشركة العملاقة بالرغم من أن مهمتها ليست إنتاج المعرفة العلمية، إلا أنها عقدت شراكات مع مراكز علمية من أجل إنتاج دراسات علمية تحاور فيها النقاش حول الأسباب المنتجة للأمراض السمنة والسكري، من تناول المشروبات الغازية والمواد السكرية، إلى قلة الحركة، والنشاط البدني." وكشف التحقيق أن كوكا كولا أجرت على الأقل في السنوات الأخيرة خمسة عقود بمبالغ ضخمة مع مراكز أبحاث أكاديمية أمريكية وكندية معروفة، فرضت عليهم شروط صارمة حول نشر نتائج الأبحاث، كما يحق لها إنهائها حتى بدون أي سبب يذكر." وأشار التحقيق أيضا "أن من بين 389 مقالة نشرت في 169 مجلة علمية، لم تشر شركة كوكاكولا إلا إلى 42 فقط منها، أي بنسبة 5%، وذلك رغم وعدها بالشفافية بشأن تمويل العمل العلمي."