يدفن عباسي مدني، الزعيم التاريخي للجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية، السبت في الجزائر، حيث ينتظر أن يصل جثمانه ظهرا من الدوحة حيث توفي الأربعاء، بحسب مصادر متطابقة. وأكد مصدر أمني لوكالة فرنس برس أن "عباسي مدني سيدفن السبت في مقبرة العالية" الواقعة في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية على مقربة من المطار. وذكر مصدر مقرب من العائلة لوكالة فرنس برس أن "الجثمان سيصل في الساعة 12,25 بتوقيت الجزائر (11,25 ت غ) ثم ينقل إلى منزله في حي بكور" بوسط العاصمة الجزائرية، على أن يدفن اليوم. وكان الهاشمي سحنوني، أحد مؤسسي الجبهة الإسلامية للإنقاذ، أكد أن الدفن "سيتم إما في مقبرة سيدي امحمد غير البعيد عن مسكن عباسي مدني أو في مقبرة العالية"، قبل أن يؤكد المصدر الأمني المواكب للتحضيرات للجنازة، أن عباسي سيدفن في العالية القريبة من مطار الجزائر. وتوفي عباسي مدني الأربعاء عن عمر ناهز 88 سنة، في الدوحة حيث كان يقيم في المنفى منذ 2003. وكان مدني من دعاة تأسيس دولة إسلامية في الجزائر، ودعا إلى الكفاح المسلح بعد أن أبطل الجيش الجزائري في 1992 نتيجة الانتخابات التعددية الأولى في البلاد التي فازت بها آنذاك الجبهة الإسلامية للإنقاذ. وتمّ حل الحزب وسجن قادته. ودعا مدني الذي أودع السجن قبل الانتخابات في يونيو 1991 للمرة الأولى إلى وضع حد لأعمال العنف في يونيو 1999 حين أعلن "الجيش الإسلامي للانقاذ" إلقاء السلاح. ولطالما اشتُبه بأنه يدير من سجنه سرا عمليات الفصيل المسلح. وأطلق سراح مدني في يوليو 2003 بعد أن صدرت بحقه عقوبة بالحبس 12 عاما، قضاها بين الزنزانة والإقامة الجبرية، لإدانته بالمساس بأمن الدولة، وقد منع من ممارسة أي نشاط سياسي. وعباسي مدني من مواليد عام 1931 بمدينة سيدي عقبة (بسكرة)، وقد انضم الى صفوف "ثورة التحرير" ضد الاستعمار الفرنسي باكرا، واعتقلته السلطات الاستعمارية في سنة 1954 وبقي في السجن حتى استقلال البلاد من في سنة 1962. وعمل مدني الحاصل على دكتوراه من بريطانيا، أستاذا للفلسفة في جامعة الجزائر. ويحمله معارضون مسؤولية الحرب الأهلية التي عرفت ب"العشرية السوداء" بين 1992-2002.