ووري الثرى بالجزائر العاصمة، بعد عصر أمس السبت، 27 أبريل جثمان المعارض الإسلامي عباسي مدني الذي توفي قبل أيام بمنفاه في قطر وذلك بحضور حشود كبيرة من أنصاره ومن المواطنين وقيادات سابقة في حزبه. وشيع الآلاف عباسي مدني، زعيم حزب “الجبهة الإسلامية للإنقاذ” المحظور ب”مقبرة سيدي محمد” بالعاصمة الجزائرية بعد الصلاة عليه بمسجد نادي الإصلاح في حي بلكور الشعبي القريب من مقر سكن عائلته. واضطر مئات المشيعين إلى أداء صلاة العصر في الشوارع المحاذية للمنزل العائلي لمدني قبل التوجه إلى المقبرة. وبعد ظهر السبت، وصل جثمان عباسي مدني إلى مطار الجزائر الدولي قادماً من العاصمة الدوحةالقطرية. ونقلت عائلة الراحل جثمانه من مطار الجزائر الدولي إلى مقر سكنه العائلي لإلقاء النظرة الأخيرة عليه قبل دفنه. وشارك في الجنازة رموز العمل السياسي والإسلامي في الجزائر حيث توافد مئات المواطنين وأنصار حزب “الجبهة الإسلامية للإنقاذ”، الذي أسسه مدني، إلى حي بلكور الشعبي الذي أقيمت فيه خيمة عزاء وسط هتافات كان يرددها أنصار الحزب خلال بداية نشاطه مطلع تسعينيات القرن الماضي. كما توافدت على خيمة العزاء شخصيات سياسية، مثل زعيم حزب “جبهة العدالة والتنمية” الإسلامي عبدالله جابالله، ورئيس “جمعية العلماء المسلمين الجزائريين” (أكبر تجمع لدعاة الجزائر) عبدالرزاق قسوم. وولد عباسي مدني في 28 فبراير 1931 بمدينة سيدي عقبة قرب ولاية بسكرة (جنوب شرق). وفي أكتوبر1988، أعلن تأسيس”الجبهة الإسلامية للإنقاذ” برفقة علي بلحاج، والهاشمي سحنوني. وتصدرت الجبهة، أوائل تسعينيات القرن الماضي، نتائج الانتخابات البلدية ثم التشريعية، قبل أن يوقف الجيش مسارها السياسي ويحظرها، ويدخل مدني السجن مع رفقاء آخرين. وفي 15 يوليوز 1997، وبعد سنوات قضاها داخل السجن، أطلقت السلطات الجزائرية سراحه مع الرجل الثالث في “الجبهة” عبدالقادر حشاني، الذي اغتيل لاحقاً في 22 نونبر 1999). في الأول من شتنبر سنة 2000 وُضع عباسي قيد الإقامة الجبرية حتى أفرج عنه هو ونائبه علي بلحاج عام 2003. ومنعت السلطات الجزائرية مدني وبلحاج من ممارسة أي نشاط سياسي، بما في ذلك حق التصويت أو الترشيح في أي انتخابات. وفي 23 غشت 2003، سُمح لمدني بمغادرة البلاد لتلقي العلاج في ماليزيا، ثم قطر التي عاش بها حتى رحيله.