قالت مؤسسة “سكاي لاين” الدولية، إن عمليات التجسس التي تمارسها دولة الإمارات تجري على نطاق واسع، وتهدد خصوصية الأفراد والمجتمعات حول العالم. وأبدت المنظمة الدولية التي تتخذ من العاصمة السويدية استكهولم مقرا لها، قلقها البالغ من التقرير الذي نشرته وكالة رويترز للأنباء حول قيام السلطات الإماراتية بالتجسس على إعلاميين عرب بمساعدة خبراء أمريكيين، خلال الأزمة الخليجية عام 2017. وقالت المؤسسة في بيان لها، إن التقرير تحدث عن مجموعة من خبراء التسلل الإلكتروني الأمريكيين، الذين كانوا يعملون سابقًا في المخابرات الأمريكية، ساعدوا الإمارات العربية المتحدة في التجسس على الإعلامية "جيزيل خوري"، العاملة في هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” العربي، إضافة إلى رئيس شبكة الجزيرة الجزيرة حمد بن ثامر بن محمد آل ثاني، وشخصيات إعلامية عربية أخرى. وأضافت على لسان الباحثة “كلاوديا أونديرجيفا”، أنه وفقًا للتقرير فإن عملية التجسس التي عمل بها الخبراء الأمريكيون لصالح مشروع ريفين، وهو برنامج سري للمخابرات الإماراتية تجسس على ومعارضين، وقد تمت العملية عام 2017، مع اشتداد الأزمة الخليجية التي تُعد الإمارات إحدى أطرافها. وكانت منظمة سكاي لاين الدولية كشفت في تقرير سابق لها نهاية العام الماضي عن تعاون أمريكي إماراتي لاختراق هواتف المعارضين والصحفيين حول العالم. أما وكالة رويترز فقد كشفت في يناير الماضي أيضا عن وجود المشروع الذي يعمل فيه مجموعة من الخبراء الأمريكيين لصالح الإمارات، وقد أطلق “ريفين” عمليات لاختراق هواتف آيفون الخاصة بما لا يقل عن 10 صحفيين ومسؤولين تنفيذيين بوسائل إعلامية عربية، وفقًا للوكالة. وحذّرت كلاوديا من التعاون بين الخبراء الأمريكيين والسلطات الإماراتية، لتحقيق أهداف سياسة لصالح أحد أطراف الأزمة السياسية، داعيةً الولاياتالمتحدة إلى تركيز رقابتها على الخبراء والمختصين بعد انتهاء عملهم الرسمي لدى الحكومة وأجهزتها المختلفة. ووفقًا للتقرير فإنه بعد ثلاثة أيام من بدء المقاطعة الخليجية، اخترق خبراء “ريفين” هاتف آيفون الخاص بالإعلامية جيزيل خوري. كما أظهرت وثائق برنامج “ريفين” أنه جرى استهدافها بسبب اتصالها بعزمي بشارة الكاتب المقيم في الدوحة. واستخدم خبراء التسلل في هجماتهم سلاحا إلكترونيًا يسمى “كارما”، الذي يسمح لهم بالتسلل إلى هواتف آيفون بمجرد إدخال رقم الهاتف أو عنوان بريد إلكتروني للشخص المستهدف في البرنامج الهجومي حسب التقرير. وشددت الباحثة في مؤسسة “سكاي لاين الدولية” على خطورة ما تم كشفه في هذه التقارير، ما يشكّل انتهاكًا واضحًا للحريات الخاصة للأشخاص، بإخضاعهم للرقابة وكشف تفاصيل حياتهم اليوميّة، الأمر الذي يُعد مخالفة للأعراف والقوانين الدولية. وبيّنت كلاوديا أيضا أن الإمارات العربية لها سجل طويل في ملاحقة الأشخاص ومراقبتهم إلكترونيًا والتجسس عليهم، خصوصًا مع تقاطعه مع سجل انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد. وحذّرت من خطورة هذه العمليات، التي تُعد مدخلًا للاعتداء على حريات التعبير والنشر وحريات الصحافة، إذ يمكن أن تتخذ السلطات خطواتٍ أخرى بحق الأشخاص بعد تتبع آرائهم الخاصّة وتوجهاتهم.