أعلنت السلطات الجزائرية، اليوم السبت، تقديم موعد عطلة الربيع في كل الجامعات، بسبب الحراك الشعبي الذي تعيشه البلاد منذ أسابيع رفضاً لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة، والذي شهد مشاركة واسعة من الطلبة. وتم تقديم بداية العطلة في الجامعات إلى يوم الأحد 10 مارس، بعد أن كانت مبرمجة ليوم 21 من الشهر نفسه. في حين دعا ناشطون إلى “العصيان المدني” في البلاد، عبر “فيسبوك” وطالبوا بأخذ الحذر. وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قالت، في بيان، إنه تقرّر تقديم كل العطل الجامعية عن موعدها، حيث ستغلق الجامعات وتتعطل الدروس بدءاً من الأحد 10 مارس إلى غاية 4 أبريل، وسيدخل الطلبة في عطلة مطوّلة ب25 يوماً حتى يوم 4 أبريل القادم، بعد أن كانت العطلة لا تتجاوز 15 يوماً. وتشهد الجامعات الجزائرية، منذ عدة أيام، مظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف الطلبة، وذلك احتجاجاً على ترشح الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، لولاية رئاسية خامسة. وعلى صعيد آخر رجحت مصادر في الحزب الحاكم أن يكون من ضمن الخيارات المطروحة على الطاولة إعلان الرئيس نفسه الاستقالة من منصبه، بدل الانسحاب. وتظاهر مئات الجزائريين في العاصمة، أمس الجمعة، ضد تدخل دولة الإمارات في شؤون الجزائر، ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها “تسقط الإمارات”، في إشارة إلى رفض تدخل أبوظبي أو أي دولة في شؤون بلادهم، في ظل تصاعد رقعة المظاهرات. وتزامنت المظاهرات مع كشف اللواء المتقاعد في الجيش الجزائري، حسين بن حديد، أن قائد أركان الجيش، أحمد قايد صالح، يتلقّى أوامر من الإمارات، ويعمل على تأزيم الأوضاع في الشارع من خلال إخافة المتظاهرين. وكانت الإمارات أدّت دوراً بارزاً فيما عُرف باسم “الثورات المضادّة” في الدول العربية التي شهدت احتجاجات مطالِبة بإسقاط أنظمة تحكمها منذ 30 عاماً وأكثر، وهو ما تخشاه أبوظبي؛ خوفاً من صعود تيارات تهدد أنظمة الحكم هناك. وظهر اسم الإمارات واضحاً في ليبيا من خلال دعمها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وفي مصر من خلال دعمها الرئيس عبد الفتاح السيسي، إضافة إلى تدخلها العسكري المباشر في اليمن إلى جانب السعودية. في سياق متصل أعلنت إدارة الشرطة الجزائرية، مساء الجمعة، توقيف 195 شخصاً بالعاصمة؛ بتهمة التخريب في مظاهرات حاشدة ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.