شهدت الجزائروفرنسا، اليوم الأحد، خروج آلاف الجزائريين إلى الشوارع، للمشاركة في المظاهرات المتواصلة؛ احتجاجا على اعتزام الرئيس “عبدالعزيز بوتفليقة” الترشح للانتخابات الرئاسية لولاية خامسة. وتتزامن مظاهرات اليوم مع ورود تقارير تفيد بأن مدير حملة بوتفليقة الانتخابية “عبدالغني زعلان” سيقدم أوراق ترشح الرئيس المنتهية ولايته رسميا إلى المجلس الدستوري قبل نهاية الموعد المحدد، مساء اليوم الأحد. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية إنه ليس من المطلوب أن يقوم بذلك بنفسه. ونادرا ما يظهر “بوتفليقة” علنا منذ إصابته بجلطة دماغية في عام 2013، ووفقا لوسائل إعلام سويسرية كان “بوتفليقة” في مطلع هذا الأسبوع في سويسرا لإجراء فحوص طبية لم يتم الكشف عنها. كما بدأ العشرات من الجزائريين المقيمين في فرنسا بالتجمع في ساحة الجمهورية بالعاصمة الفرنسية باريس، ظهر اليوم الأحد، ليحتجوا على ترشح رئيس بلادهم “عبدالعزيز بوتفليقة” لولاية خامسة، حيث من المتوقع تنظيم مسيرات حاشدة. وكان عدد من الجزائريين المؤيدين ل”بوتفليقة” قد تظاهروا أمس السبت في الساحة نفسها. ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية الجزائرية في أبريل/نيسان 2019. وفي الجزائر، احتشد آلاف الطلاب، اليوم الأحد داخل عدد من الكليات الجامعية التي يقع إحداها قرب المجلس الدستوري حيث يقدم المرشحون للانتخابات الرئاسية أوراقهم، ورددوا هتافات من بينها “لا للعهدة الخامسة”. وكان هناك وجود أمني مكثف حول المجلس الدستوري ومنعت الشرطة الطلاب من مغادرة الحرم الجامعي القريب من المجلس، وذلك بإغلاق أبوابه الرئيسية، لكن شوهد بعض الطلاب لاحقا في مسيرة خارجه. ونقلت وكالة “رويترز” عن “عايشة”، وهي طالبة تبلغ من العمر 23 عاما، قولها: “لن نتوقف حتى نتخلص من هذا النظام”، ويواجه كثيرون من خريجي الجامعات البطالة في ظل هيمنة الدولة على الاقتصاد. ووفق وكالة “رويترز” أفاد شهود عيان ولقطات تليفزيون محلي بخروج آلاف من المحتجين في مدن أخرى بأنحاء البلد؛ منها وهران، وباتنة، وسكيكدة، والبليدة، والبويرة. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن مدينة عنابة (على بعد 400 كيلومتر شرق العاصمة الجزائر) شهدت تظاهر مئات الطلاب في أهم كليتين بينما تجمع آخرون في الشارعين الرئيسيين للمدينة. وأشار موقع “كل شيء عن الجزائر” الإخباري إلى أن تجمعات مماثلة تشهدها جامعات وهران وقسنطينة، ثاني وثالث أكبر مدن البلاد، وكذلك في البويرة (80 كم جنوب شرق) وسكيكدة وقالمة (350 و380 كم شرق) وتيارت ومستغانم (200 و280 كلم غرب). وكان الجزائريون قد خرجوا إلى الشوارع قبل 10 أيام، في موجة استياء شعبي نادرة من نوعها، عندما بدأت مظاهرات لمطالبة “بوتفليقة” الذي يحكم البلاد منذ 20 عاما بالتنحي.