اعتبر خبير إسرائيلي، أن رئيس الانقلاب في مصر، عبد الفتاح السيسي، فاق الرئيس السابق حسني مبارك، في علاقاته مع إسرائيل، متحدثا عن أن الخليج يتجه أكثر نحو تطبيع العلاقات كذلك مع الإسرائيليين. جاء ذلك وفق قراءة أستاذ دراسات الشرق في جامعة “تل أبيب”، الخبير إيال زيسر، عن مستقبل العلاقة بين الدول العربية و”إسرائيل”؛ التي اعتبر أنها “أصبحت في ذاتها هدفا للعديد من الدول العربية لا سيما مصر، في الوقت الذي ترغب فيه واشنطن بفك ارتباطها عن المنطقة”. وأوضح في مقال له نشر في صحيفة “إسرائيل اليوم”، أن السيسي في علاقات نظامه مع إسرائيل يبدو غير منشغل البال أكثر مما ينبغي بالرأي العام المصري. ولفت إلى أن “مبارك حرص على حفظ اتفاق السلام مع إسرائيل، ولكنه لم يجد اهتماما أو حاجة لتوثيق وتعميق العلاقة مع تل أبيب، ويحتمل أن يكون قد خاف من ردود فعل الشارع المصري على كل خطوة تطبيع أو تنمية للعلاقات الأمنية والاقتصادية بين مصر وإسرائيل”. ولكنه لفت إلى أن “السيسي في المقابل لا يخاف من مثل هذا النقد، ويبدو أن الرأي العام في مصر، وبالتأكيد فإن النخبة الحاكمة في مصر، لا تعارض تعميق التعاون الأمني والاقتصادي بل والسياسي مع إسرائيل”. وأكد زيسر أن “مصر ليست هي الوحيدة، فدول الخليج تسير في أعقابها بل وربما سبقتها، وقريبا ستنضم إليها بعض من دول شمال أفريقيا”. وقال: “في الحقيقة، هذه ليست علاقات حب ولا حتى تطبيع كامل للعلاقات مع حكومة إسرائيل، ولكن يخيل أن علاقات إسرائيل والعالم العربي ارتفعت درجة”. واعتبر أنه في حال “استعد العرب لإقامة علاقات سلام مع إسرائيل، ووجد هذا تعبيره باعتراف العالم العربي بالحاجة إلى إنهاء النزاع والتسليم الاضطراري بوجودها، فإننا نجتاز الآن إلى مرحلة الاعتراف العربي بالفضائل الكامنة في تطوير العلاقات مع إسرائيل”. وفضلا عن ذلك، “إذا كان العرب قد توقفوا في الماضي في تل أبيب كمحطة في طريقهم إلى قلب واشنطن وجيبها، فإن اسرائيل الآن هي الهدف، حيث أصبحت تل أبيب بالنسبة للكثيرين في العالم العربي لاعبا إقليميا ذا مكانة وقدرة تأثير، ومن الجدير توثيق العلاقات معه”. ورجح الخبير، “ازدياد هذا الميل (العربي نحو الاحتلال) في ضوء رغبة واشنطن في فك الارتباط عن المنطقة، وفي ضوء تهديد طهران، ليس فقط لإسرائيل بل بالنسبة للكثيرين من الدول العربية”.