بدأت "المعركة" كما اعتادت أن تبدأ دائما بغرف حمام النساء، ظهيرة الجمعة المنصرم، وتحديدا بحمام شعبي بدرب جميلة بالحي الحسني، فما إن سكبت إحدى المستحمات الماء الساخن من دلو، وأفرغته على مستحمة أخرى بالجوار، حتى ثارت ثائرتها وانتفض بدواخلها غضب عارم، انفلت من عقاله، فترامت إلى الغطاء الواقي لبالوعة الصرف الصحي "قرقارة" وطاردتها، فما كان بوسع الهاربة، إلا البحث عن سلامتها، لذلك فرت شبه عارية من باب الحمام إلى الشارع العام. وحسب ما ذكرته مصادر متطابقة، فإن المرأة التي تعقبتها لم ترتدع، وواصلت مطاردتها بالعري نفسه، غير آبهتين للفرجة التي وفرتاها للمارة، ما أثارتا عاصفة من تعليقات الحاضرين الساخرة أو المستهجنة لمثل هذا السلوك المنحط والساخط عليه، الأمر الذي انتبهتا إليه وعادتا بالسرعة اللازمة إلى داخل الحمام.