قالت جهات أمريكية وإسرائيلية نقلا عن مصادر في واشنطن إنها حلت" لغز " حملة تبييض وجه إسرائيل لدى السعوديين، موضحة أن ولي العهد محمد بن سلمان أوكل لمستشاره للشؤون الإعلامية السابق سعود القحطاني تنفيذ هذه المهمة. ونقلت صحيفة " وول ستريت جورنال " وصحيفة " معاريف " عن مصادر أمريكية قولها إن ولي العهد محمد بن سلمان أمر بتنفيذ حملة علاقات عامة لتبييض وجه إسرائيل والتعاطي معها بروح إيجابية تمهيدا للانتقال من مرحلة التعاون السري بين إسرائيل وبين السعودية للمرحلة العلنية، لكن اغتيال الصحافي جمال خاشقجي أوقف الحملة. يشار إلى أن تسريبات إسرائيلية أفادت قبل أسبوعين، أن حكومة الاحتلال تحفظت من أي اتصال علني مع بن سلمان بعد فضيحة اغتيال خاشقجي خوفا على صورة إسرائيل في العالم لكنها واصلت الاتصالات الخفية في واشنطن للتخفيف من وطأة ردود الفعل الأمريكية على الجريمة. كما نقلت " وول ستريت " و " معاريف " عن المذكورة عنها قولها أيضا إن القحطاني يدور في فلك العائلة الحاكمة في السعودية سنوات طويلة ومهمته المركزية مرتبطة بالعلاقات العامة والرأي العام وبعد تعيين بن سلمان وليا للعهد تم تعيين القحطاني مستشارا خاصة لشؤون الإعلام بدرجة وزير. وقالت عنه صحيفة " معاريف " الإسرائيلية إنه مخلص جدا لولي العهد محمد بن سلمان وأحيانا مخلص أكثر من اللزوم" واستذكرت لفصله من منصبه قبل شهرين بضغوط أمريكية بعد الاشتباه بتورطه بالمشاركة بقتل الصحافي جمال خاشقجي. وتشير " معاريف " إنها سبق وأوضحت في تقرير سابق إن "حملة الابتسامات والإطراءات السعودية " على إسرائيل قد جاءت دفعة واحدة وبمشاركة سياسيين وصحافيين ومعقبين بوحي وتوجيه ولي العهد محمد بن سلمان إلى درجة أن بعضها بدت وكأنها صادرة عن قادة إسرائيليين. ويقول حوجي إن بن سلمان وصف الرئيس الإيراني ب " هتلر " مستخدما نعوت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو نفسه بهذا المضمار. ويسوق عدة أمثلة على قيام جهات سعودية بتجميل صورة إسرائيل منها مقال في صحيفة حكومية زعم فيه كاتبه أنه كان من الأفضل لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، استثمار الميزانيات في تطوير القطاع بدلا من حفر الأنفاق. ويتابع حوجي " هذه الابتسامات السعودية كانت مريبة واعترتها المبالغة فبعد قراءة هذه المقالات السعودية، خلت أن كتابها قد تسلموا مضامين محددة تمت صياغتها من قبل ديوان رئيس حكومة إسرائيل ". وحسب هذه المصادر فإن إسرائيل والسعودية كانت على وشك المزيد من التقارب العلني لكن تورطها بقتل خاشقجي ، دفع بن سلمان أن يتراجع خطوة للخلف خوفا من ردود فعل الشارع السعودي. ولم تفصح هذه المصادر الأمريكية والإسرائيلية، ملامح مخطط التقدم بالتقارب بين السعودية وبين دولة الاحتلال. لكن يستدل من وراء الكلمات أن النية كانت تتجه للانتقال لمرحلة العلنية. وتوضح أيضا أن أحمد العسيري كان أحد رجالات القحطاني الذي تولى وظيفة المبعوث الخاص للرياض إلى إسرائيل وقام بزيارتها عدة مرات في مهمة الحصول على معدات وتقنيات تجسس وتعقب المعارضين .