تتسم كل منطقة مغربية بخصوصيات تميزها عن غيرها من المناطق سواء تعلق الأمر بالمأكل أو الملبس أو غيرها، فمثل للمنطقة الجنوبية عدة خصوصيات تغطي مناحي الحياة كلها بما فيها اللباس، حيث تعتبر الملحفة الخاصة بالنساء والدراعة بالنسبة للرجال، من الألبسة التقليدية التي يزخر بها المغرب عموما، والمنطقة الصحراوية على وجه الخصوص. وينبغي التذكير بأن "الملحفة" هي قطعة قماش طويلة (بين 3 و4 أمتار) تلبسها المرأة الصحراوية في المناطق الجنوبية للمغرب، تغطّي كامل جسدها، من خلال إبرام بعض العقد، ووضع بعض اللباس فوق الرأس والأكتاف، ولا يقتصر على النساء "البيضانيات" المغربيات، بل الموريتانيات أيضاً (و"البيضان" هم سكان الصحراء المتكلمون باللغة الحسانية، سواء كانوا من أصول عربية أو أمازيغية أو أفريقية). فالمجتمع الصحراوي لا يمكنه أن يتخلى عن هذا الزي التقليدي (الملحفة أو الدراعة)، الذي اشتهر به لعدة عقود من الزمن وهو اللباس الذي يشبه ما هو متداول في عدد من الدول الإفريقية مثل موريتانيا والسودان وغيرهما. وبعد أن كانت "الملحفة" زيّاً صحراوياً تقليدياً بلون أسود، غزته مؤخراً الألوان المختلفة وأضاءت سواده. وبينما تتمسّك كبيرات السنّ بالملحفة السوداء، اعتبارا لعامل السنّ، تميل الشابات والمقبلات على الزواج خاصة، إلى الألوان الزاهية وحتى المزركشة بأكثر من لون. وفيما يتعلق بالنساء، فهناك حرص كبير على الالتزام بالملحفة كقيمة من القيم التي تتشبث بها بنات المنطقة الجنوبية الصحراوية، فالملحفة رمز من رموز الثقافة التي توارثها الصحراويون جيلا عن جيل وذلك على مدى مرور قرون من الزمن. وقد شكلت الملحفة على مر الزمن ليس فقط شكلا من أشكال اللباس، بل رمزا من رموز الجمال والأناقة الأنثوية للمرأة الصحراوية أيا كان انتماؤها القروي أو الحضري أو مستواها التعليمي ومكانتها الاجتماعية. فالملحفة ليست مجرد قطعة قماش بألوانها الأنثوية، بقدر ما أنها ترمز إلى نوع من السمو والحشمة التي تعرف بها المرأة الصحراوية، وهي في التقاليد الصحراوية" رداء يوازي الحشمة والحياء".