في أعقاب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى مسقط والاحتفاء الكبير الذي لقيه في عُمان من السلطان قابوس، ثم زيارة وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغف للإمارات، نهاية الأسبوع الماضي، شارك وزير الاتصالات في حكومة الاحتلال أيوب قرا في مؤتمر عقد في دبي أمس الثلاثاء. وتأتي تلك الزيارات المتلاحقة في إطار السير في طريق التطبيع، في وقت يعاني الفلسطينيون من حصار مرير ومن اعتداءات واعتقالات متواصلة وإراقة دمائهم في مواجهات يومية مع قوات الاحتلال، وفي وقت يقرر الفلسطينيون تعليق الاعتراف بإسرائيل ووقف التنسيق الأمني معها. وتشكّل مشاركة قرا في مؤتمر «المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات» في مركز دبي التجاري العالمي، وإلقاؤه كلمة أمام الحاضرين وكاميرات وسائل الإعلام، حدثا استعراضيا للإمارات بالدرجة الأولى، وهي الدولة التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وقال قرا في كلمته: «بالسلام والأمن في كل دولة، إضافة للتقدم الاقتصادي والعلمي سوف نحقق الضمان لمستقبل أجيالنا المقبلة». وأضاف: «السعي من أجل السلام هو بمثابة أولوية أساسية لإسرائيل، ويتم ذلك بتعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون العلمي مع العديد من الدول». وعبر قرا عن شكره «لحكومة وشعب الإمارات على كرم ضيافتهم»، متمنيا «أن نلتقي معا من أجل تقدم عالمنا بالسلام، بالسلام، بالسلام، والأمن للجميع». وكانت وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف نشرت على صفحتها على موقع «فيسبوك» الإثنين، تسجيلا مصورا تظهر فيه وهي تقوم بجولة في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي مرتدية الحجاب والملابس الإماراتية التقليدية، يرافقها مسؤولون إماراتيون. جاء ذلك غداة عزف النشيد الوطني الإسرائيلي بحضور ريغف التي بكت من فرحتها بذلك في بطولة عالمية للجودو في العاصمة الإماراتية يوم الأحد، للمرة الأولى في الإمارة الخليجية، بعد أن أحرز أحد الرياضيين الإسرائيليين ميدالية ذهبية خلال البطولة. وأعلنت إسرائيل أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، أن هناك تقاربا مع دول عربية عدة. ويروّج نتنياهو والإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، لفكرة أن تقاربا جديداً للمصالح بين إسرائيل وبعض الدول العربية مثل السعودية، يمكن أن يقود إلى إعادة هيكلة دبلوماسية إقليمية. يذكر أن مسؤولين فلسطينيين أعربوا السبت عن قلقهم من ارتفاع وتيرة «التطبيع العربي» مع إسرائيل.