قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن البالونات الحارقة التي يطلقها الفلسطينيون من قطاع غزة في إطار فعاليات احتجاجية تطالب بفك الحصار، باتت تمثّل تهديدًا جديدًا يستهدف “قلب إسرائيل”. وأشارت الصحيفة العبرية في عددها الصادر اليوم الأحد، إلى أن مجموعة من البالونات الحارقة قد سقطت مؤخرًا على أهداف إسرائيلية وسط الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948، والتي تبعد عشرات الكيلومترات عن قطاع غزة. وذكرت أن المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع والواقعة في مرمى البالونات الحارقة وتعاني منها منذ أكثر من ستة أشهر، لم تعد وحدها المستهدفة من هذه الظاهرة التي اتّسع نطاقها حتى وصلت إلى مناطق “ريشون لتسيون” و”بات يام” اللتان تبعدان عن غزة نحو 50 كيلومترًا، بالإضافة إلى مناطق “جفعات برينر” و”موديعين” والقدس. وأفادت الصحيفة، بالعثور على خمسة بالونات محمّلة بمواد مشتعلة في منطقة “شفيلا” الساحلية (وسط فلسطينالمحتلة عام 48) خلال الأسبوعين الماضيين تقريبًا. كما عثرت السلطات الإسرائيلية على العديد من البالونات الحارقة في مستوطنة “موديعين” قرب رام الله (شمال القدسالمحتلة)، و”نوف أيالون” قرب مدينة الرملة (وسط)، فضلا عن كيبوتس “هيفيتز حاييم” قرب مستوطنة “كفار سابا” (وسط)، و”جفعات برينر” (جنوب)، وفقا ل “يديعوت أحرونوت”. ولفتت إلى أن 99 في المائة من البالونات التي وصلت إلى هذه المناطق “لم تؤدي إلى وقوع حرائق بسبب تحلل المواد الحارقة، وهذا يعني أنها حتى هذه اللحظة يمكن اعتبارها تهديدًا أكثر منه محاولة حقيقية لإشعال حرائق”. وبيّنت الصحيفة العبرية، أن تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أنه ليس كل البالونات التي وصلت إلى منطقة الوسط والمركز جاءت من قطاع غزة. ونقلت عن مصدر أمني إسرائيلي قوله، إن الاعتقاد بأن البالونات أطلقت من وسط البلاد (فلسطينالمحتلة)، وإن هناك من يقوم بنسخ تجربة قطاع غزة تضامنًا مع أهاليه. وأكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن تهديد البالونات الحارقة التي تطلق من قطاع غزة زاد مؤخرًا بعد أن بات مداها يتجاوز ال 20 كيلومترًا، منوهة إلى أنها باتت أكثر تطورًا وخطورة، حيث يجري ربطها بأجهزة متفجرة صغيرة. وقالت “أجهزة الأمن الإسرائيلية تتعاون حاليًا وتركز على العمل الاستخباري السري لتحديد الأشخاص المشتبه بهم بإطلاق البالونات الحارقة، ومعرفة من أين تأتي هذه البالونات”. واتخذ الفلسطينيون خلال مسيرة العودة الكبرى؛ التي انطلقت في 30 آذار/ مارس الماضي، طرقًا جديدة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي باتت أكثر نجاحًا من الحجر، من خلال استخدام الطائرات الورقية المحملة بالزجاجات الحارقة والعبوات الناسفة. وتسببت تلك الطائرات، باحتراق مساحات واسعة من أراضي المستوطنين المزروعة بالقمح والشعير، وكذلك باحتراق مئات الدونمات من الغابات، ما كبد الإسرائيليين خسائر مالية بالغة بسبب احتراق محاصيلهم، واضطرار بعضهم إلى حصادها بشكل مبكر. وفشلت حتى اللحظة محاولات الجيش الإسرائيلي في التعامل مع هذه الطائرات التي باتت تشكل تهديدًا حقيقيًا للمحاصيل القريبة من السياج الفاصل. ونتيجة لذلك، أصبح الجيش الإسرائيلي يُلاحق كل من يُطلق طائرة أو بالوناً من خلال إطلاق النار عليه سواء من خلال طائراته أو قناصيه.