قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمر باستدراج الكاتب جمال خاشقجي إلى السعودية لاعتقاله، وأن مراسلات رصدتها الاستخبارات الأمريكية تظهر ذلك، بحسب مصدر استخباري أمريكي. وقال المصدر، الذي وصف بأنه مطلع، إن المراسلات التي تم اعتراضها تعدّ دليلا جديدا على تورط النظام السعودي باختفاء خاشقجي، الذي قالت السلطات التركية إنه قتل في القنصلية السعودية بإسطنبول. ولم يكن من الواضح للمصدر المطلع على الاستخبارات ما إذا كان السعوديون ناقشوا إيذاء خاشقجي كجزء من خطة اعتقاله في المملكة العربية السعودية. وتضيف الصحيفة أن هذه المعلومات الاستخبارية تم توزيعها على جميع أقسام الحكومة الأمريكية، ضمن التقارير التي يتم توفيرها بشكل روتيني للأشخاص الذين يعملون في السياسة الأمريكية تجاه المملكة العربية السعودية أو القضايا ذات الصلة، حسبما ذكر مسؤول أمريكي. وتشكل هذه المعلومات الاستخباراتية مشكلة سياسية لإدارة ترامب؛ لأنها تشير إلى محمد بن سلمان، وهو قريب بشكل خاص من جاريد كوشنير، صهر الرئيس ترامب وكبير المستشارين. وقال مسؤول استخباراتي سابق في الولاياتالمتحدة، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية القضية، أن تفاصيل العملية، التي تضمنت إرسال فريقين يبلغ مجموعهما 15 رجلا في طائرتين خاصتين يصلون ويغادرون تركيا في مناطق مختلفة في بعض الأحيان، تحمل بصمات “التسليم السري” ، الذي يتم فيه إزالة شخص ما خارج البلاد من دولة وإيداعه للاستجواب في بلد آخر. ولكن تركيا تقول إن خاشقجي قتل في القنصلية السعودية في إسطنبول، بغض النظر عن الهدف الأساسي للعملية. وأضافت الصحيفة أن الأنباء عن معرفة الاستخبارات الأمريكية بمخطط السعودية اختطاف خاشقجي طرحت تساؤلات حول إن كانت إدارة ترامب ملزمة بتحذيره من هذه المخططات. وبحسب قرار تنفيذي أمريكي صدر عام 2015، فإن الوكالات الاستخبارية ملزمة بتحذير الأشخاص المهددين بالخطب أو القتل أو الإصابة، سواء كانوا مواطنين أمريكيين أم لا، مع أن خاشقجي يعدّ مقيما بشكل قانوني في الولاياتالمتحدة. وقال عضو سابق في المخابرات لواشنطن بوست إن الواجب يحتم على الوكالات الاستخبارية تحذير الأفراد المعرضين للخطر، لكنه استدرك بأن هذا يعتمد على إذا ما كانت هذه الوكالات تعلم بشكل واضح أن خاشقجي كان في خطر. وأضاف عضو الاستخبارات السابق أنه إذا كان ما تعلم به الوكالات الاستخبارية هو أن شخصا معرضا للاعتقال فقط، فإنها غير مكلفة بتحذيره، أما إذا كانت تعلم أن هناك نية لاستخدام العنف معه فإن هذا يلزمها تحذيره. ورفض المكتب المتخصص بمثل هذه التحذيرات التعليق لواشنطن بوست، كما رفض التأكيد إن كان السيد خاشقجي قد حذر أم لا من إمكانية تعرضه للخطر. وكان نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية قال، الأربعاء، إنه بالرغم من عدم تعليقه على مسائل استخبارية، إلا أنه يؤكد عدم وجود معلومات مسبقة عن اختطاف خاشقجي لدى الإدارة الأمريكية. لكنه رفض الإجابة عن سؤال إذا ما كانت الإدارة مجبرة على تحذير خاشقجي في حال حصولها عن هذه المعلومات مسبقا.