كشف موقع “بزنس إنسايدر” تقريرا أعده “كريستوفر وودي”، تحت عنوان “يقال إن ولي العهد السعودي الجديد الطموح يختبئ في يخته الفاخر (خوفا على أمنه)”. ويبدأ وودي تقريره بالقول: إن سياسات الأمير “محمد بن سلمان” (32 عاما) في داخل السعودية وخارجها أغضبت المواطنين؛ لهذا فإنه خوفا على سلامته يقضي وقتا طويلا في يخته الفاخر وسط مياه البحر. ويشير ذات التقرير، إلى أن ابن سلمان استخدم ترفيعه لمنصب ولي العهد عام 2017 للدفع باتجاه سياسات عدوانية، اقتضى بعضها مواجهة مع منافسيه في المنطقة، لافتا إلى أن تغيير طريقة التسلسل الوراثي في المملكة، وقرارات الأمير في الداخل والخارج، أثرا على استقرار البلد وجعلاه خائفا على سلامته الشخصية، بحسب بروس ريدل من معهد بروكينغز. ويورد الموقع نقلا عن ريدل، قوله في موقع “المونيتور”، إن الأمير محمد يعلم بزيادة العداء له، و”لهذا فإنه يقضي عدة ليال في يخته الذي اشتراه بنصف مليار دولار تقريبا، ويرسو في ميناء جدة”. ويلفت الكاتب إلى أن ابن سلمان دفع هذا المبلغ ثمنا لليخت البالغ طوله 440 قدما، ويسمى “سيرين”، في نهاية عام 2016، عندما شاهده لأول مرة وهو يقضي إجازة في جنوبفرنسا، واشتراه من ملياردير روسي، ترك اليخت في اليوم الذي تم فيه توقيع عقد الشراء، مشيرا إلى أن اليخت يحتوي على مهبطين لطائرات الهيلوكبتر وثلاثة حمامات سباحة وغير ذلك من وسائل الرفاهية. ويستدرك التقرير بأن الأمير اشترى هذا اليخت في وقت كان يدفع فيه لتنفيذ سياسات تقشف، والحد من الإنفاق في المملكة، بما في ذلك تخفيض حاد في النفقات الحكومية على العقود، حيث كتب ريدل أن اليخت “هو قصر عائم، وأطول من ملعب كرة قدم، وفيه امتيازات كثيرة.. وهو مهرب محتمل”. ويجد الموقع أن أهم قرارين أثارا الغضب هما حربه التي مضى عليها أربعة أعوام في اليمن وتحمل بصمته، وحصاره لقطر. ويقول ريدل إن النقد للحرب الدموية الكارثية التي شنها ابن سلمان في اليمن، وعرضت اليمنيين للمجاعة والمرض، يتزايد داخل المملكة. ويذكر وويدي أن هناك فيديو لأحمد بن عبد العزيز، وهو الأخ غير الشقيق للملك سلمان، ظهر فيه وهو يحمل الملك وابنه مسؤولية الحرب في اليمن، لافتا إلى أنه تم تداول اللقطات بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. وينوه التقرير إلى أن قرار السعودية حصار قطر كان مفاجئا للمسؤولين الأمريكيين ومحبطا لهم عندما هاجم الرئيس دونالد ترامب القطريين، بالإضافة إلى أن هذا الحصار لم يكن موضع ترحيب في داخل السعودية، مشيرا إلى أن عالم دين يواجه إمكانية الإعدام لأنه انتقد هذا الحصار، الذي أدى إلى تقسيم مجلس التعاون الخليجي، كما كتب ريدل. ويفيد الموقع بأن اعتقال ابن سلمان في نونبر 2017 عددا من الأمراء البارزين ورجال الأعمال كان من أكثر القرارات الخاطئة، ما أخاف المستثمرين، وأدى إلى هروب رؤوس الأموال، بشكل قلل من الثقة في قدرة ابن سلمان على إدارة القضايا الاقتصادية. ويقول الكاتب إنه كان من بين المعتقلين الأمير متعب بن عبدالله، وهو قائد الحرس الوطني السابق، الذي يعد القوة الرئيسية في البلاد، ويؤدي قراره مع حرب اليمن لتهميش ولي العهد من الجيش، مشيرا إلى أن عزل الأمير متعب كان مثارا للمخاوف من إحداثه سخطا، بالإضافة إلى أن تحرك ابن سلمان واعتقال الأمراء ورجال الأعمال، أعطى انطباعا بأنه “قام بالتأثير على الوضع القائم لمصالح شخصية”، بحسب المحاضرة في جامعة ييل روزي بشير. ويذهب التقرير إلى أن “الأمير ابن سلمان لا يزال الوريث المحتمل طالما ظل والده على قيد الحياة، إلا أن أفعاله جعلت المملكة أقل استقرارا مما كانت عليه قبل خمسين عاما، ولو مات الملك سلمان (81 عاما) فإن نزاعا على الملك سيحدث، وربما تحول للعنف”. ويختم “بزنس إنسايدر” تقريره بالإشارة إلى قول ريدل: “منحت إدارة ترامب السعودية صكا مفتوحا، ودعما في حربها لليمن.. قام البيت الأبيض بتسويق ولي العهد، وهذا نهج أحمق وخطير”.