الصحافيون الشرفيون المتقاعدون يسلطون الضوء على أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية    التضخم السنوي في المغرب يسجل 2.4% في 2024    ارتفاع أسعار الذهب لأعلى مستوى في 11 أسبوعا وسط ضعف الدولار    مجموع مشتركي نتفليكس يتخطى 300 مليون والمنصة ترفع أسعارها    الكاف يؤكد قدرة المغرب على تنظيم أفضل نسخة في تاريخ كأس أمم إفريقيا    إحباط محاولة تهريب تسعة أطنان و800 كلغ من مخدر الشيرا وتوقيف ستة مشتبه فيهم    مراكش: توقيف 6 سيدات وشخص لتورطهم في قضية تتعلق بالفساد وإعداد وكر لممارستة    دراسة: أمراض اللثة تزيد مخاطر الإصابة بالزهايمر    الجفاف وسط البرازيل يهدد برفع أسعار القهوة عبر العالم    وهبي: مشروع قانون المسطرة الجنائية ورش إصلاحي متكامل له طابع استعجالي    حماس تنعى منفذ عملية تل أبيب المغربي حامل البطاقة الخضراء الأمريكية وتدعو لتصعيد المقاومة    تصريحات تبون تؤكد عزلة الجزائر عن العالم    أبطال أوروبا.. فوز درامي لبرشلونة وأتلتيكو يقلب الطاولة على ليفركوزن في مباراة عنيفة    ترامب يصفع من جديد نظام الجزائر بتعيين سفير في الجزائر يدعم الموقف المغربي في نزاع الصحراء    شح الأمطار في منطقة الغرب يثير قلق الفلاحين ويهدد النشاط الزراعي    تنفيذا للتعليمات الملكية.. تعبئة شاملة لمواجهة موجة البرد في مناطق المملكة    تداولات الإفتتاح ببورصة الدار البيضاء    رئيس جهة سوس يقود حملة انتخابية لمرشح لانتخابات "الباطرونا" خلال نشاط رسمي    وزارة التربية الوطنية تبدأ في تنفيذ صرف الشطر الثاني من الزيادة في أجور موظفيها    عادل هالا    جماهير جمعية سلا تطالب بتدخل عاجل لإنقاذ النادي    الدريوش تؤكد على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للتصدي للمضاربات في سعر السردين    فرنسا تسعى إلى توقيف بشار الأسد    بنما تشتكي ترامب إلى الأمم المتحدة    كيوسك الأربعاء | الحكومة تنهي جدل اختصاصات كتاب الدولة    خديجة الصديقي    Candlelight تُقدم حفلاتها الموسيقية الفريدة في طنجة لأول مرة    الكشف عن النفوذ الجزائري داخل المسجد الكبير بباريس يثير الجدل في فرنسا    الصين تطلق خمسة أقمار صناعية جديدة    توقعات طقس اليوم الأربعاء بالمملكة المغربية    المدافع البرازيلي فيتور رايش ينتقل لمانشستر سيتي    الشاي.. كيف تجاوز كونه مشروبًا ليصبح رمزًا ثقافيًا عميقًا يعكس قيم الضيافة، والتواصل، والوحدة في المغرب    نقاش مفتوح مع الوزير مهدي بنسعيد في ضيافة مؤسسة الفقيه التطواني    الكنبوري يستعرض توازنات مدونة الأسرة بين الشريعة ومتطلبات العصر    جريمة بيئية في الجديدة .. مجهولون يقطعون 36 شجرة من الصنوبر الحلبي    سقوط عشرات القتلى والجرحى جراء حريق في فندق بتركيا    "سبيس إكس" تطلق 21 قمرا صناعيا إلى الفضاء    "حماس": منفذ الطعن "مغربي بطل"    ماستر المهن القانونية والقضائية بطنجة ينظم دورة تكوينية لتعزيز منهجية البحث العلمي    كأس أمم إفريقيا 2025 .. "الكاف" يؤكد قدرة المغرب على تنظيم بطولات من مستوى عالمي    المغرب يواجه وضعية "غير عادية" لانتشار داء الحصبة "بوحمرون"    الدفاع الجديدي ينفصل عن المدرب    اليوبي يؤكد انتقال داء "بوحمرون" إلى وباء    فضيل يصدر أغنيته الجديدة "فاتي" رفقة سكينة كلامور    افتتاح ملحقة للمعهد الوطني للفنون الجميلة بمدينة أكادير    أنشيلوتي ينفي خبر مغادرته ريال مدريد في نهاية الموسم    الغازوال والبنزين.. انخفاض رقم المعاملات إلى 20,16 مليار درهم في الربع الثالث من 2024    تشيكيا تستقبل رماد الكاتب الشهير الراحل "ميلان كونديرا"    المؤتمر الوطني للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية: "خصوصية المهن الفنية أساس لهيكلة قطاعية عادلة"    في حلقة جديدة من برنامج "مدارات" بالاذاعة الوطنية : نظرات في الإبداع الشعري للأديب الراحل الدكتور عباس الجراري    الإفراط في اللحوم الحمراء يزيد احتمال الإصابة بالخرف    وفاة الرايس الحسن بلمودن مايسترو "الرباب" الأمازيغي    علماء يكشفون الصلة بين أمراض اللثة وأعراض الزهايمر    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    أخذنا على حين ′′غزة′′!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



احتجاز الأمير الوليد بن طلال وأمراء سعوديين في تحقيق لمكافحة الفساد
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 07 - 11 - 2017

الملك سلمان يصدر أمرا ملكيا بتشكيل لجنة لمكافحة الفساد..
احتجزت السلطات السعودية مستثمرا عالميا كبيرا ووزير الحرس الوطني في إطار حملة تطهير لمكافحة الفساد تعزز قبضة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على السلطة.
وقال مسؤولان سعوديان كبيران لرويترز اليوم الأحد إن الملياردير الأمير الوليد بن طلال رئيس شركة المملكة القابضة للاستثمار من بين المحتجزين وهم 11 أميرا وأربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين.
وتم احتجاز الأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني ليحل محله الأمير خالد بن عياف مما يعزز سيطرة الأمير محمد على المؤسسات الأمنية التي ترأستها لفترة طويلة أفرع قوية منفصلة من الأسرة الحاكمة.
ووردت أنباء الاحتجاز في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد بعدما أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمرا ملكيا بتشكيل لجنة عليا جديدة لمكافحة الفساد برئاسة الأمير محمد البالغ من العمر 32 عاما.
وتتمتع اللجنة الجديدة بسلطات واسعة النطاق من بينها التحقيق وإصدار أوامر القبض والمنع من السفر وكشف الحسابات والمحافظ وتجميدها وتتبع الأموال والأصول.
وقال الأمر الملكي "لن تقوم للوطن قائمة ما لم يتم اجتثاث الفساد من جذوره ومحاسبة الفاسدين وكل من أضر بالبلد وتطاول على المال العام".
وقال محللون إن هدف القرارات يتجاوز مكافحة الفساد إلى التخلص من أي معارضة محتملة للأمير محمد بينما يواصل مسعاه الإصلاحي الطموح والمثير للجدل.
وفي سبتمبر أعلنت السعودية أنها ستسمح للنساء بقيادة السيارة. ويسعى الأمير محمد لإنهاء عقود من التقاليد المحافظة في المملكة من خلال وسائل الترفيه وزيارات السائحين الأجانب. وعلى صعيد السياسة الاقتصادية قلص ولي العهد من الإنفاق العام في بعض المجالات ويعتزم بيع الكثير من أصول الدولة.
وكتب جيمس دورسي وهو زميل كبير في كلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة يقول "تمثل الحملة الأخيرة خروجا على تقاليد التوافق والإجماع داخل الأسرة الحاكمة التي تضاهي طريقة عملها السرية تلك الخاصة بالكرملين أيام الاتحاد السوفيتي.
"وعلى الرغم من ذلك فإن قرارات الإعفاء والاحتجاز توحي بأن الأمير محمد -وبدلا من السعي لتكوين تحالفات- يعزز قبضته الحديدية لتشمل الأسرة الحاكمة والجيش والحرس الوطني لمواجهة معارضة واسعة النطاق فيما يبدو داخل الأسرة والجيش لإصلاحاته ولحرب اليمن".
وقال خبير اقتصادي في بنك خليجي كبير طالبا عدم ذكر اسمه نظرا للحساسيات السياسية إنه لا يوجد في السعودية من يرى الفساد سببا للقرارات الأخيرة.
وأضاف "الأمر يتعلق بتعزيز السلطة والإحباط من عدم مضي الإصلاحات بالسرعة الكافية". * أجراس الإنذار
وتدق القرارات أجراس الإنذار في المنطقة وخارجها. كما تعيد للأذهان قرارا اتخذه الملك سلمان في يونيو حزيران بتعيين ابنه الأمير محمد وليا للعهد بدلا من الأمير محمد بن نايف الذي أعفي أيضا من منصب وزير الداخلية.
وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يمضي الأمير محمد قدما على الأقل بإعفاء الأمير متعب بن عبد الله من منصب وزير الحرس الوطني أحد مراكز القوى المحورية التي تضرب بجذورها في قبائل المملكة. ومن بين المحتجزين الآخرين ضمن التحقيق وزير المالية السابق إبراهيم العساف وهو عضو في مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط ووزير الاقتصاد عادل فقيه الذي لعب في يوم ما دورا كبيرا في وضع مسودة الإصلاحات والأمير السابق لمنطقة الرياض الأمير تركي بن عبد الله وخالد التويجري الذي كان رئيسا للديوان الملكي في عهد الملك الراحل عبد الله.
والأمير الوليد بن طلال أحد أشهر رجال الأعمال السعوديين على مستوى العالم وأحد المستثمرين في شركات مثل سيتي جروب وتويتر.
ومن بين المحتجزين في السعودية بكر بن لادن رئيس مجموعة بن لادن السعودية الكبيرة للمقاولات والوليد آل إبراهيم مالك شبكة (إم.بي.سي) التلفزيونية.
وقالت مصادر على اتصال بالحكومة لرويترز إن من المعتقد أن السلطات السعودية تبقي على بعض المحتجزين في فندق ريتز كارلتون بالحي الدبلوماسي في الرياض. وفي الشهر الماضي أقيم في الفندق ومنشأة مجاورة له مؤتمر دولي للترويج للاستثمار في السعودية.
وصدرت قرارات الاحتجاز بعد حملة سعودية على المعارضين السياسيين في سبتمبر أيلول وشملت نحو 30 من رجال الدين والمثقفين والنشطاء.
وفي بعض الأحيان استخدم الأمير الوليد شهرته كمستثمر في توجيه التعليقات اللاذعة لحكام المملكة.
وفي ديسمبر كانون الأول 2015 وصف الأمير الوليد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كان لا يزال مرشحا رئاسيا بأنه "عار على أمريكا كلها" وناشده عبر حسابه على موقع تويتر الانسحاب من الانتخابات.
ورد ترامب بكتابة تغريدة قال فيها "يريد الأمير الوليد التحكم في السياسيين الأمريكيين بأموال والده. لن يمكنك فعل هذا عندما يتم انتخابي".
وفي نوفمبر تشرين الثاني 2016 نحا الأمير الوليد الخلاف مع ترامب جانبا وقبل به رئيسا منتخبا للولايات المتحدة معربا عن ارتياحه لتقارير أفادت بأن ترامب حذف فيما يبدو تعليقات على الإنترنت أشار فيها لاقتراحه منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.
الأمير الوليد .. صاحب استثمارات بالمليارات حول العالم
من المحتمل أن يكون لاعتقال الأمير السعودي الوليد بن طلال، الذي اشتهر بمراهناته الكبرى على سيتي جروب وشركات غربية كبرى أخرى، أثر على استثمارات بمليارات الدولارات في مختلف أنحاء العالم.
ففي نظر كثيرين من الأجانب يمثل الأمير الوليد، الذي قدرت مجلة فوربز ثروته بمبلغ 17 مليار دولار، وجه قطاع الأعمال السعودي إذ يظهر كثيرا على شاشات التلفزيون العالمية وفي تقارير عن استثماراته وأسلوب حياته.
وفي عام 2013 نشرت مجلة فوربس تقريرا وصفت فيه قصره الفخم المكسي بالرخام والمؤلف من 420 غرفة في الرياض وطائرته الخاصة من طراز بوينج 747 ومنتجعه على أطراف العاصمة السعودية على مساحة 120 فدانا وبه خمسة بيوت وخمس بحيرات صناعية ونسخة مصغرة من الأخدود العظيم (جراند كانيون) الشهير في الولايات المتحدة.
كما اشتهر عنه جرأته في إبداء آرائه في السياسة واحتل تصريح له عناوين الصحف عام 2015 عندما وصف دونالد ترامب بأنه "عار" عبر تويتر خلال الحملة الانتخابية الأمريكية.
وربما تصبح استثمارات الأمير الوليد الحالية والمستقبلية موضع شك بعد اعتقاله في تحقيق تجريه هيئة سعودية جديدة لمكافحة الفساد.
وقال مدير تنفيذي كبير في مؤسسة مالية أوروبية زار الرياض أواخر الشهر الماضي لحضور مؤتمر دولي يروج للسعودية كوجهة للاستثمارات "ستطرح أسئلة عما يعنيه كل ذلك".
وأضاف "الناس سيدرسون أي نوع من الممتلكات الدولية يخص من تم اعتقالهم لمعرفة أثر ذلك عليها".
وبخلاف حصة في مجموعة سيتي جروب يملك الأمير الوليد (62 عاما) حصصا مهمة في تويتر وشركة ليفت لتوصيل الركاب وشركة تايم وارنر.
وفي الآونة الأخيرة اشترت شركته الاستثمارية المملكة القابضة، التي هوى سعر سهمها عشرة في المئة اليوم الأحد في رد فعل من السوق على احتجازه، حوالي نصف حصة تبلغ 31.1 في المئة في البنك السعودي الفرنسي من بنك كريدي أجريكول الفرنسي.
كان والد الأمير الوليد وزيرا للمالية في السعودية خلال الستينيات. وأسس الأمير الوليد شركة المملكة القابضة عام 1979 واتجه في البداية للاستثمار في قطاع العقار في الرياض وفي التسعينات دخل سوق وول ستريت واستثمر بكثافة في سيتي جروب.
وربطته علاقة وثيقة بالرئيس التنفيذي السابق لمجموعة سيتي جروب سانفورد (ساندي) ويل كما أقام علاقات وثيقة مع قيادات أخرى في وول ستريت من بينها لويد بلانكفين الرئيس التنفيذي لجولدمان ساكس.
وزاد الأمير الوليد حصته في سيتي جروب في ذروة الأزمة المالية العالمية قبل عشر سنوات واحتفظ بها وقال الشهر الماضي إنه راض جدا عن استثماره في المجموعة.
وقال رجل أعمال في منطقة الخليج "هو دائما وجه مشرق غير رسمي للسعودية رغم أنه لم يكن قط من صناع القرار الرئيسيين في المملكة".
وخلال حملة الانتخابات الأمريكية طالب الأمير الوليد بأن ينسحب ترامب من الانتخابات بعد أن تعهد ترامب بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
ورد ترامب بنشر تغريدة قال فيها "يريد الأمير الوليد التحكم في السياسيين الأمريكيين بأموال والده. لن يمكنك فعل هذا عندما يتم انتخابي".
وبعد فوز ترامب في الانتخابات قال الأمير الوليد إنه رغم الخلافات السابقة فقد قال الشعب الأمريكي كلمته وهنأ ترامب على فوزه.
وكان الأمير الوليد كذلك من مؤيدي تشغيل النساء في السعودية ورفع حظر على قيادة النساء للسيارات. وفي سبتمبر ايلول أمر الملك سلمان بن عبد العزيز برفع هذا الحظر العام المقبل.
لا معاملة خاصة
أعلنت السعودية الأحد ان الاشخاص الذين أوقفوا في الساعات الاخيرة بسبب قضايا فساد لن يتلقوا معاملة خاصة على خلفية "مناصبهم"، في اول تأكيد رسمي عن حصول توقيفات.
وقال النائب العام الشيخ سعود بن عبدالله بن مبارك المعجب في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان "المشتبه بهم يملكون الحقوق ذاتها والمعاملة ذاتها كأي مواطن سعودي"، مضيفا ان "منصب المشتبه به او موقعه لن يؤثر على تطبيق العدالة".
وبحسب وسائل اعلام سعودية، أوقف 11 أميرا وعشرات الوزراء الحاليين والسابقين مساء السبت في السعودية، في حملة تطهير غير مسبوقة في المملكة يفترض أن تسمح لولي العهد الامير الشاب محمد بن سلمان بتعزيز سلطته.
وجرت الحملة بعد ساعات على تشكيل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لجنة لمكافحة الفساد أسند رئاستها الى نجله ولي العهد، فقضت بتوقيف الامراء والوزراء بحسب ما ذكرت قناة "العربية".
واوضح النائب العام ان اللجنة بدأت عملها "بعدد من التحقيقات في اطار سعي النظام القضائي الى مكافحة الارهاب".
السعودية منذ مجيء الملك سلمان
المحطات الرئيسية في السعودية منذ اعتلاء الملك سلمان بن عبد العزيز في 2015 عرش المملكة التي شهدت حملة تطهير واسعة في دوائر السلطة، كما ذكرت وسائل اعلام.
اجرى الملك سلمان في 23 يناير 2015 بعيد اعتلائه العرش سلسلة تعيينات اساسية شكلت بوابة دخول لامراء "الجيل الثاني" من الاسرة المالكة في ترتيب الخلافة.
وقد عين احد ابناء الامير محمد بن سلمان وزيرا للدفاع الذي اصبح بعد ذلك وليا للعهد في سن الحادية والثلاثين في يونيو 2017.
ويسيطر الحوثيون منذ سبتمبر 2014 على العاصمة اليمنية صنعاء.
وتواجه قوات التحالف العربي بقيادة السعودية انتقادات باستمرار بسبب ارتكابها عددا من "الاخطاء" اسفرت عن مقتل مدنيين في الغارات الجوية.
وفي الثاني من يناير 2016 نفذت السعودية احكاما بالاعدام بحق 47 شخصا دينوا "بالارهاب" بينهم جهاديون من تنظيم القاعدة، ورجل الدين السعودي الشيعي نمر باقر النمر، ما ادى الى موجة تظاهرات عنيفة في طهران.
وفي اليوم التالي قطعت الرياض علاقاتها مع طهران بعد تعرض سفارتها في العاصمة الايرانية لهجوم.
ومنذ انخفاض اسعار النفط الخام في منتصف 2014، اضطرت الرياض لخفض نفقاتها العامة الى حد كبير.
وتهدف "رؤية 2030" التي اعلن عنها في 2016 بمبادرة من ولي العهد محمد بن سلمان الى طرح اقل من خمسة بالمئة من اسهم مجموعة النفط العملاقة "ارامكو"للاكتتاب العام في السوق السعودية وانشاء صندوق سيادي بأصول تقدر قيمتها بتريليوني دولار.
وكشف ولي العهد ايضا سلسلة من المشاريع الكبيرة التي يفترض ان تحفز النمو وقطاع الوظيفة، من مدينة ترفيهية تنافس ديزني في الرياض الى منطقة هائلة للتطور وصفت بانها تعادل مركز صناعة التكنولوجيا في الولايات المتحدة سيليكون فالي.
اعلنت واشنطن والرياض عن عقود تتجاوز قيمتها 380 مليار دولار بينها 110 مليارات لمبيعات اسلحة اميركية الى الرياض تهدف الى مواجهة "التهديدات الايرانية" ومكافحة الاسلاميين المتطرفين.
قطعت السعودية وحليفاتها الرحلات الجوية والبحرية مع قطر واغلقت الحدود البرية الوحيدة للدولة الخليجية الصغيرة.
قامت السلطات السعودية بحملة اعتقالات شملت رجال دين نافذين ومثقفين.
ورأت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" والعفو الدولية انها حملة منسقة ضد حرية التعبير.
أصدر العاهل السعودي الملك سلمان في 26 سبتمبر أمرا سمح بموجبه للنساء بقيادة السيارات اعتبارا من يونيو 2018، في قرار تاريخي سيزيل عن المملكة لقب الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر على المرأة قيادة السيارة.
كما اصبح بامكان النساء دخول ثلاثة ملاعب رياضية لكنهن ابقين تحت وصاية الرجل للدراسة او للسفر.
تعهد ولي العهد السعودي الامير الشاب محمد بن سلمان في 24 اكتوبر بقيادة مملكة "معتدلة" ومتحررة من الافكار المتشددة، في تصريحات جريئة تتماشى مع تطلعات مجتمع سعودي شاب، وتلبي طموحات مئات المستثمرين المجتمعين في الرياض.
أوقف 11 أميرا وعشرات الوزراء الحاليين والسابقين في 04 نوفمبر وفق وسائل إعلام، في حملة تطهير غير مسبوقة في المملكة يفترض أن تسمح لولي العهد الشاب بتعزيز سلطته.
اصلاحي صاحب قبضة حديدية
– بعد صعود خاطف أصبح الامير الشاب محمد بن سلمان ولي عهد العرش السعودي في يونيو، محددا لنفسه مهمة إصلاح المملكة المتشددة في ظل قبضة حديدية من مؤشراتها التعامل مع الأزمة المفتوحة مع قطر.
والسبت لم تمر ساعات على تشكيل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لجنة لمكافحة الفساد أسند رئاستها الى نجله ولي العهد (32 عاما) حتى قضت بتوقيف 11 أميرا واربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين، في حملة غير مسبوقة.
وفي الاشهر الأخيرة، بدأ الأمير عدة ورش اصلاحات شكلت أضخم هزة ثقافية واقتصادية في التاريخ الحديث للمملكة التي يشكل الشباب دون 25 عاما أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 31 مليونا.
وتعهد نهاية أكتوبر قيادة مملكة معتدلة ومتحررة من الافكار المتشددة، في تصريحات جريئة شكلت هجوما عنيفا ونادرا من قبل مسؤول رفيع المستوى على أصحاب الافكار المتشددة في المملكة المحافظة.
ورغم احتمال ان تؤدي هذه الرؤية الى احتجاجات التيار المحافظ، بدأت ثمارها بالظهور بعد قرار تاريخي بالسماح للنساء بقيادة السيارات اعتبارا من يونيو المقبل، والتلميح الى امكانية اعادة فتح دور السينما، واحتفال السعوديات بالعيد الوطني مؤخرا الى جانب الرجال.
لكن هذه المرونة ما كانت ممكنة، بحسب خبراء، لولا حملة توقيفات في سبتمبر طالت اكثر من 20 شخصا بينهم رجال دين من تيار الصحوة وشخصيات معروفة. واعتبرت هذه الاجراءات بمثابة استعراض قوة للأمير محمد لتعزيز سلطاته فيما نددت بها الجمعيات الحقوقية.
ونجح الامير محمد "بالحصول على سلطة ونفوذ استثنائيين في فترة ضئيلة"، بحسب فريدريك فيري من مركز كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن، فيما اكد دبلوماسي غربي "من الواضح انه متميز وشديد الذكاء وملم بملفاته بشكل كامل" مشيرا الى تأثيره الكبير على والده الملك سلمان البالغ 81 عاما.
منذ تعيين الامير محمد في 29 ابريل 2015 وليا لولي العهد بادر الى بلورة برنامج اصلاحات واسعة للاقتصاد بغية الحد من ارتهانه لعائدات النفط التي تتصدر المملكة الدول المصدرة له.
وتمكن برنامج ولي العهد المسمى "رؤية 2030" من تجاوز المحظورات مقترحا طرح أقل من 5% من عملاق النفط ارامكو في الاسواق المالية العالمية لانشاء صندوق سيادي بقيمة ألفي مليار دولار، الأضخم في العالم.
ولد الامير محمد بن سلمان في 31 غشت 1985، وهو يعمل 16 ساعة يوميا، مؤكدا ان والدته اعتمدت اسلوبا صارما في تربيته.
وسطع نجم الامير الذي يعرف بسعيه إلى إصلاحات عاجلة، غداة تعيينه في منصب ولي ولي العهد بعد أشهر قليلة من تسلم والده مقاليد الحكم مطلع العام 2015 إثر وفاة الملك عبدالله.
وبعد صدور امر ملكي بتعيينه وليا للعهد تولى كذلك مناصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ومستشار خاص للملك. كما يرأس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يشرف على مجموعة "ارامكو"، أول شركة مصدرة للنفط عالميا.
ومنذ استلامه حقيبة الدفاع أشرف الأمير الشاب على العمليات العسكرية لبلاده في اليمن في اطار عملية "عاصفة الحزم" منذ مارس 2015، في قيادة تحالف عربي ضد المتمردين الشيعة المتهمين بالتعاون مع ايران.
وتبنت المملكة مع حكم الملك سلمان سياسة خارجية اكثر هجومية، واتخذت موقعا اكثر بروزا على الساحة الدولية، فلم تتردد في مناكفة حليفتها الولايات المتحدة خلال عهد الرئيس باراك اوباما، خصوصا بعد الاتفاق مع ايران حول برنامجها النووي.
ومن انعكاسات هذه السياسة، وللامير محمد بن سلمان دوره الكبير فيها، الأزمة الحادة مع قطر المتهمة بدعم "الارهاب" والتقرب من ايران.
ويحمل الامير محمد إجازة في الحقوق من جامعة الملك سعود، وهو والد لابنين وابنتين، وليس من انصار تعدد الزوجات المنتشر في بلده.
ويقول الضابط السابق في الاستخبارات الاميركية بروس ريدل ومدير مشروع الاستخبارات في معهد "بروكينغز" بواشنطن "معروف عن الامير محمد انه متحمس وطموح".
وقد اصبح عام 2009 مستشارا خاصا لوالده الذي كان حينها اميرا للرياض قبل ان يصبح عام 2013 رئيسا لديوان والده الذي اصبح وليا للعهد.
سعوديون يدعمون الحملة
جاءت ردود فعل مواطنين سعوديين اليوم الأحد (5 نوفمبر) إيجابية على تقارير الاعتقال .
وقال المواطن السعودي فيصل بن علي "كل اللي صار أمس إن شاء الله يكون بداية لما هو قادم بإذن الله من تصحيح للأخطاء ومن تصحيح للوزارات.. ومن تصحيح للإجحاف والظلم اللي ممكن يكون على عامة الشعب".
وجرى تنفيذ الاعتقالات في إطار تحقيق تجريه لجنة جديدة لمكافحة الفساد برئاسة الأمير محمد بن سلمان.
وقال المواطن السعودي حسين الدوسري "الفساد المفروض إنه يحارب من زمان لأن الفساد يعتبر.. أو الفساد هو اللي يعطل التنمية.. تنمية المجتمع".
وتتمتع اللجنة الجديدة بسلطات واسعة النطاق من بينها التحقيق وإصدار أوامر القبض والمنع من السفر وكشف الحسابات والمحافظ وتجميدها وتتبع الأموال والأصول.
وقال منصور الأمير وهو محلل سياسي وصحفي "ما في شك أيضا أنها تشفي غليل المواطن البسيط الذي كان يرى أن مثل هذه الأسماء أو القيادات الكبيرة الواردة في مثل هذه القائمة في منأى عن المساءلة القانونية. لكن ورودها ووصولها أيضا لجميع الناس هو دليل كبير على أنه لا أحد يستثنى من المساءلة القانونية وهذا ما سيعود أيضا بالنفع على المواطن وعلى التنمية".
ومن بين المحتجزين الأمير متعب بن عبد الله الذي أعفي من منصب وزير الحرس الوطني وحل محله الأمير خالد بن عياف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.