لم يجد البروفيسور سعيد حمدويوي الذي عُين مؤخرا في منصب "بروفيسور كرسي" بجامعة هولندية، بُدا من الهجرة إلى الأراضي المنخفضة، بعد أن تعرض لما أسماه "طردا تعسفيا" من المدرسة العليا للتكنولوجيا التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة، بعد أن قضى فيها سنة. سعيد حمديوي، ابن قرية نائية بإقليم الناظور تُسمى "أمجاو"، تلقى تعليمه الأولي بمسجدين بقريته، قبل أن يلتحق في عمر الثماني سنوات إلى المدرسة، حيث كان يقطع مسافة 4 كيلومترات يوميا ذهابا وإيابا إلى مدرسة "أمجاو" التي قضى فيها سنوات الابتدائي. ويحكي حمديوي الذي سطع نجمه في هولندا كيف أن ولوجه لعالم التكنولوجيا لم يكن محض صدفة، حيث التحق بالثانوية التقنية المغربي العربي بوجدة، بتوجيه من أساتذته في إعدادية المسيرة بالناظور، إلى أن نال شهادة الباكلوريا بميزة حسن جدا. "التحقت بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بجامعة الحسن الأول بوجدة، ودرست هناك لسنة، وبعدها تم طردي تعسفيا، ورغم ذلك استفدت الكثير من الجامعة المغربية، ومدرسة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب". يقول حمدوي. واعتبر أول مغربي عين في منصب "بروفيسور كرسي" في جامعة هولندية، أنه كان مرغما للهجرة إلى هولندا بعد أن تم طرده من جامعة وجدة، حيث التحق بجامعة "ديلفت" والتي تحتل المرتبة العشرين على المستوى العالمي، وهناك نال شهادة الإجازة والماجيستير والدكتوراه بميزة حسن جدا. وفي سلك الدكتوراه، يضيف حمديوي، "اشتغلت مع شركات عالمية منها شركة intel وهي أكبر شركة عالمية متخصصة في الرقائق الإلكترونية، وقمت بأبحاث جد مهمة في الدكتوراه، والتي توجت بفوزي بلقب أحسن شهادة دكتوراه على المستوى الدولي، لتفتح لي أفاقا كبيرة في مساري العلمي والعلمي حيث تلقيت عدة عروض من أمريكا وأوروبا، وأسيا، واخترت آنذاك أن أرحل إلى أمريكا".