ليست العائلات المغربية في أحسن أحوالها، بعدما باتت المناسبات الكثيرة والمتزامنة عبئاً عليها. يُفترض أنّها سعيدة، لكنها تُثقل كاهل الأُسّر طوال الوقت، من دون أن تتمكن بالضرورة من تغطية جميع المصاريف. فبعد شهر رمضان وعيد الفطر والعطلة الصيفية، يأتي عيد "الأضحى" ليتزامن مع بداية العام الدراسي. هكذا يجد المغاربة أنفسهم في حالة بحث دائمة عن بدائل لتأمين متطلبات الحياة الكثيرة. لم نلتقط أنفاسنا بعد وقد أنهكتنا مصاريف العطلة الصيفية وشهر رمضان. وها نحن نواجه مصاريف المدارس والعيد الكبير،فالمغربي صار يخشى هذه الفترة من السنة، بعدما غدت بداية العام الدراسي بمثابة هاجس يؤرّق معظم الأسر المغربية في ظل ارتفاع أسعار الكتب وغيرها من المستلزمات. إن مصاريف كثيرة تقض مضجع الأسر من ذوي الدخل المحدود. إذ يجب عليها تأمين القرطاسيّة وبدل التسجيل والملابس والحقائب وغيرها من المتطلبات، فالإنسان يعجز عن تأمين جميع هذه المصاريف. فالبعض من الأسر المغربية تلجأ إلى الاقتراض من المصارف لتأمين مصاريف العام الدراسي. لأن ليس هناك حل آخر غير الاقتراض من المصرف. فالعطلة الصيفية وشهر رمضان أفرغا كل ما في جيوب المواطن. ولا يمكن لأصحاب المدارس الانتظار. وتضم مدينة الدارالبيضاء أكثر من 40 مكتبة متخصصة في بيع الكتب المستعملة، وتتوزع بين أربعة أسواق، أشهرها البحيرة. في الوقت الذي تحرصُ فيه بعض الأسر على مواجهة الغلاء ومتطلبات الحياة، تبقى بعض العائلات عاجزة عن تخطي الوضع "المستحيل"، لكن بالنسبة للعيد، يضطر المغربي بالبحث عن ثمن كبش العيد، وتُصرّ بعض الأسر في المغرب على الأضاحي لإسعاد أطفالها. متمنيين أن تكون الأسعار في متناول الجميع. وتعمد بعض الأسر إلى شراء كبش ذي قرون ملتوية، بهدف التباهي أمام الأهل والجيران، ليتحول هذا العيد من مناسبة دينية إلى ضرورة اجتماعية. فإن جميع هذه المناسبات، منها شهر رمضان وعيد الفطر والعطلة الصيفية وبداية العام الدراسي والعيد الكبير، باتت تشكل عبئاً ثقيلاً على المغاربة، بدلاً من أن تكون مصدراً للفرح، في ظل ارتفاع الأسعار.