فضل الله أياما علي أيام وشهورا علي شهور, حتي شهر رمضان الذي فضله الله على باقي الشهور, فضل فيه العشر الأواخر وجعل ليلة القدر خيرا من ألف شهر. فضلها ومكانتها العشر الأواخر من رمضان لها مزايا تفضلها على غيرها من ليالي العام، وذلك أنها الليالي التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحييها كلها بالعبادة، وفيها ليلة القدر التي هي "خير من ألف شهر". وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أهله وأصحابه بقيام العشر الأواخر وتحري ليلة القدر والتي تعادل العبادة فيها عبادة ألف شهر كما قال الله تعالي في القرآن الكريم ليلة القدر خير من ألف شهر, وهي أيام العتق من النار, كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. وإذا كان المسلم يجتهد في العبادة والصلاة وقراءة القرآن طوال أيام رمضان, فعليه أن يكثر من الطاعات ويزيد من فعل الخير في العشر الأواخر, وأن يضاعف عمله في الوتر من العشر الأواخر, لأنه لو صادف ليلة القدر بهذه الطاعات فإنها تعادل عبادة83 عاما وأربعة أشهر, وهذه رسالة لكل صائم أن يجتهد في العشر الأواخر, وكل من لم يجتهد في أيام رمضان فلديه فرصة للحصول علي الأجر والثواب في هذه الأيام الكريمة. فيستحب للمسلم أن يحقق في هذه العشر مفهوم العبودية لله عز وجل في حياته العامة والخاصة، وأن يركز على تزكية نفسه وإصلاح قلبه والتزود بالخيرات. أعمال العشر تُشْرع للمسلم في العشر الأواخر من رمضان طائفة من أعمال البر، من أهمها: 1- تحري ليلة القدر: ليلة القدر هي أعظم ليالي العام لقوله تعالى إنها "خير من ألف شهر" (أي نحو 84 عاما)، ومن عظيم فضل العشر الأواخر من رمضان أنها فيها. فلو قُدّر للمؤمن أن يصادف ليلة القدر متعبدا لله مخلصا له الدين لكانت وحدها خيرا له من عبادة حياته كاملة. 2- الاعتكاف: وهو عبادة من أجل الأعمال الصالحات المستحبة في العشر الأواخر، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه "كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ". 3- تلاوة القرآن: فرمضان هو شهر القرآن والإكثار من قراءته بتدبر وخشوع، قال تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان", فينبغي استغلال أوقاته لا سيما عشره الأخيرة في التفرغ لمدارسته ومذاكرته. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدارسه جبريل عليه السلام القرآن في كل يوم من أيام رمضان. 4- الإنفاق في سبيل الله: فيستحب الإكثار من الصدقة في رمضان عامة وفي العشر الأواخر منه خاصة في غير سرف ولا خيلاء، إذ ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه "كان أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَد مَا يَكُونُ في رَمَضَانَ".