كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في عددها للجمعة الماضية، تفاصيل جديدة عن "صفقة القرن"، والتحولات التي مرّت بها خلال الشهور الماضية. وقالت الصحيفة في التحليل الذي كتبه محررها للشؤون الأمنية والعسكرية "إليكس فيشمان": "على مدى سنة ونصف عمل جيسون غرينبلات "مبعوث ترامب" مع فريق من خمسة من رجال مجلس الأمن القومي على إعداد خطة التسوية للشرق الأوسط. وفي كانون الثاني وصلت الخطة إلى نضج معين، وأوشكت على أن تُعرض على الطرفين". ونقلت الصحيفة عن "من رأى الخطة" قوله إنها "خليط من الأفكار التي عُرضت في عهد أوباما وفي عهد كلينتون، وتقوم على أساس حل الدولتين، ولكن مع طعم إسرائيلي خفيف. فقد جرى الحديث هناك ضمن أمور أخرى عن دولة فلسطينية مجرّدة من السلاح، إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، تبادل للأراضي بنسبة 1:1، وعاصمتين في شرقي القدس، دون تحديد أين بالضبط ستكون العاصمة الفلسطينية". وكشفت الصحيفة أن من منع التسوية التي قادها غرينبلات، هو السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان. وقالت الصحيفة إن فريدمان، "الذي يعمل مباشرة مع ترامب ويسافر كثيرا إلى واشنطن كي يلتقيه شخصيا، نجح في إقناع الرئيس وصهره جاريد كوشنير بأن لا معنى للدخول في مواجهة مع إسرائيل، وبالتأكيد ليس في الموضوع الفلسطيني، الذي على أي حال، لا يوجد احتمال للتوصل فيه إلى حلول وسط دون ضعضعة ائتلاف نتنياهو". وأقنع فريدمان ترامب بأن "الموضوع المركزي في الأجندة الأمريكية هو إيران، وإسرائيل هي مدماك مهم في هذه المعركة". والنتيجة بحسب الصحيفة هي أن "صفقة القرن" اجتازت تحولا في الأشهر الأخيرة، أي تم تجاوز الصيغة الأولى منها. وضمن ما سمّتها الصحيفة "التسريبات من واشنطن"، فإن "الخطة الجديدة تتضمن نقل 10 في المئة من أراضي الضفة، بما فيها الخليل، للسيادة الإسرائيلية دون تبادل للأراضي. أما العاصمة الفلسطينية فستكون قائمة على أساس أحياء في شرقي القدس لم تكن جزءا من المدينة حتى 1967، وليس بينها تواصل إقليمي"، مضيفة القول، إنه "مع تسوية كهذه يمكن لنتنياهو أن يحتفظ بأمان حكومته حتى لو أدت إلى إقامة دولتين". وكشفت الصحيفة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي زار واشنطن مطلع نيسان/إبريل "سمع هناك تفاصيل الصفقة الجديدة ولم يتأثر، بل على العكس أعرب حتى عن التأييد لحيوية وجود دولة إسرائيل". وتضيف: "ولكن حين سمع أبو مازن من ابن سلمان عن التفافة حذوة الحصان الأمريكية دخل في صدمة، أخرجت منه غير قليل من التعابير الحادة ضد إسرائيل، وضد ترامب، وفي الأساس ضد ديفيد فريدمان.