كشفت يومية "المساء" أن مواجهات عنيفة ودامية استعملت فيها الحجارة والهراوات قد جرت أطوارها، أول أمس السبت، بجماعة الكرعاني بجمعة اسحيم بإقليم آسفي بين عشرات الفلاحين والعديد من الرعاة الرحل الذين قدموا من منطقة كلميم تحديدا، بعدما حلوا بشكل مبكر هذه السنة، وحتى قبل أن تنتهي عملية الحصاد وجمع المحاصيل بشكل تام، وهو ما يهدد المحصول الزراعي للفلاحين الذين لم يتموا بعد عملية جمع المحاصيل الزراعية، فيما جاء الرحل بحثا عن الكلأ لمواشيهم الشيء الذي جعل الفلاحين يثورون في وجه الرعاة بعدما فشلت كل المساعي الحبية لإقناعهم بمغادرة أراضيهم. وقد استعمل الرحل الذين دخلوا في مواجهات دامية مع الفلاحين "المقلاع" مما تسبب في إصابة بعض الأشخاص بجروح مختلفة. وفور علمها بالمواجهة، حلت عناصر الدرك الملكي مدعومة بالقوات المساعدة لضبط الأوضاع وفض هذه المواجهة، التي أكد "المساء" أنها لا يمكن أن تقف عند هذا الحد أمام رفض الرحل مغادرة المنطقة، وحتى إن غادروا دواوير جماعة الكرعاني فأن المواجهات، يضيف المصدر ذاته، ستتجدد بدواوير وجماعات أخرى تابعة للإقليم نفسه، مؤكدا أن هذه المواجهات تتجدد سنويا مع الرحل الذين "يعيثون فسادا في الأراضي الفلاحي والمحاصيل وهو ما يحرم الفلاحين والكسابة من استغلال الكلأ بأراضيهم الخاصة ويجعلهم يدخلون في مواجهات مع الرحل الذين يبدون تعنتا كبيرا وصرامة لا حدود لها ويرفضون المغادرة متحدين الجميع"، يقول المصدر ذاته. وقد أظهر شريط فيديو جانبا من فصول هذه المواجهة، حيث يظهر التراشق بالحجارة، فيما يصرح بعض الأشخاص في الشريط بأن الرعاة يستعملون "المقلاع" من أجل النيل من أبناء المنطقة الذين أعلنوا الحرب هذه السنة على الرحل بعدما كانوا يبدون بعض التسامح خلال السنوات الماضية اعتبارا لأن الرعي كان يتم بعد انتهاء عملية الحصاد وليس قبلها كما حدث هذه السنة، يقول مصدر "المساء" الذي نبه إلى خطورة الوضع وإلى احتمال تجدد هذه المواجهات بين الرحل وفلاحين بمناطق أخرى بالإقليم في الأيام المقبلة بسبب عبثهم بالمزروعات وإتلافهم المحاصيل وهو ما لا يمكن أن يلتزم الفلاحون الصمت حياله لأنه مصدر قوتهم طيلة السنة. كما أظهر الشريط عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة على متن السيارات الخاصة وهي تطلق الصفارات محاولة السيطرة على الأوضاع. ويشار إلى أن سكان دواوير بمنطقة عبدة استاؤوا كثيرا أمام استمرار هذا الوضع وتجدد المواجهات مع الرحل كل سنة، فيما يبدو أن بعض الجهات المسؤولة "تقف إلى صف هؤلاء الرحل"، يقول مصدر ل"المساء"، ولعل ما يؤكد هذا هو دعوة جهات مسؤولة بعض الفلاحين إلى عدم القيام بعملية "قلب" أراضيهم حتى يستفيد منها هؤلاء الرعاة وكأن تلك الأراضي "ليست في ملكيتهم". ويطالب الفلاحون بالإقليم وزارة الداخلية بحمايتهم وممتلكاتهم الخاصة من الرحل وذلك تجنبا لأي مواجهات أخرى.