في إطار اليوم الوطني للقراءة الذي يصادف العاشر ماي من كل سنة نظمت مؤسسة أفاق للدراسات والنشر والاتصال والمركز الدولي لخدمة اللغة العربية بمراكش بتنسيق مع المديرية الجهوية للثقافة بمراكش، حفل تقديم وتوقيع كتاب الدكتورة فاطمة حرار "العلامة محمد بنشريفة وفن صناعة التراجم"، شارك فيه ثلة من الباحثين في جلستين من تيسير الدكتور عبد العزيز لحويدق. افتتح اللقاء بقراءة الفاتحة على روح الفقيد الدكتور محمد ايت الفران. وخصصت الجلسة الافتتاحية لكلمات الجهات المنظمة؛ الأستاذ عبد القادر عرابي باسم مؤسسة افاق والدكتور مولاي البشير الكعبة باسم المركز الدولي لخدمة اللغة العربية. وتناولت الجلسة الثانية الكتاب من وجهات مختلفة. وأطرت فاطمة الزهراء اشهيبة اللقاء داخل سياقه التاريخي والثقافي مذكرة بجهود كل من المرحوم الدكتور محمد ايت الفران والدكتور عباس ارحيلة في بلورته وخلق امتداده. وصب اهتمام مداخلتها على عتبات الكتاب، من خلال قراءة في الغلاف بمكوناته المختلفة والمقدمة بعناصرها، رابطة بين الكتاب والمسيرة العلمية للباحثة وبتاريخ الخطاب المقدماتي في الجامعة المغربية، وختمت مداخلتها بشهادة في حق المحتفى بها وعائلتها. وبعد التذكير بالعلاقة التي تربطها بفاطمة حرار والنابعة من جهود المرحوم الدكتور محمد ايت الفران في احتضان مجموعة البحث في مناهج اللغة والأدب وجهود عباس ارحيلة وثلة من الأساتذة الأجلاء في تأطير أعضائها، خصصت مليكة ناعيم مداخلتها لبناء السؤال في الكتاب المحتفى به. منطلقة من نصين لكل من باشلار والغذامي يؤسسان لأهمية السؤال في البحث العلمي وأدبيات بنائه. وفي ضوئهما عالجت بالدراسة والتحليل طريقة الباحثة المحتفى بها المتدرجة في بناء الأسئلة وأنواعها، رابطة بينها وبين المشروع الفكري للباحثة سواء في الكتاب بشكل خاص والمتعلق بالبحث في أسرار تفوق العلامة في صناعة تراجمه أو في مشروعها العام المتعلق بسؤال مدرسة التحقيق في المغرب، لتنتهي إلى أن السؤال عتبة رئيسية للكتاب يظهر عقلية الباحثة المنظمة وفطنتها في الإجابة وطريقتها في الاستفزاز الفكري وامتلاكها لمشروع علمي. أما عبد الله الموساوي، وبعد تهنئة الباحثة والتنويه بمسيرتها ومجهوداتها العلمية وسيرتها الأخلاقية، فقد قدم دراسة نقدية ركز فيها على حضور الذاتية في الكتاب انطلاقا من الغلاف والعنوان ثم المقدمة. وأما الدكتور عباس ارحيلة فقد أشاد في مداخلته بالمسيرة العلمية والأخلاقية والفكرية للباحثة فاطمة حرا ر، منوها بكتابها وبريادتها للتأليف في هذا المجال والالتفات إلى هذا العلم. مقدما نبذة تاريخية حول فن التراجم بالمغرب وسر تميز المغاربة في هذا المجال. وتوج اللقاء بكلمة المحتفى بها الدكتورة فاطمة حرار وفيها عبرت عن اعتزازها باللقاء، شاكرة جميع الجهات الفاعلة في إخراج الكتاب إلى الوجود وفي تنظيم اللقاء الاحتفائي. منوهة بطابع الجلسة العلمية وإحيائها لذكرى مجموعة البحث في مناهج اللغة والأدب بتأطير المرحوم الدكتور محمد ايت الفران وإسهام الدكتور عباس ارحيلة، مشيدة بعلاقتهما بالموضوع وأثرهما في مسارهما العلمي. دون أن تنسى شكر المشاركين والمنظمين والعائلة والحضور، مقدمة إضاءات حول بعض قضايا الكتاب من مثل سر اختيار عنوانه ومناسبة تأليفه المتمثلة في تكريم العلامة محمد بنشريفة في ندوة دولية من تنظيم المركز الدولي لخدمة اللغة العربي بمراكش، وقد تم في نهاية اللقاء توقيع كتاب الدكتورة فاطمة حرار، وتخليد الحدث العلمي بصور تذكارية.