ذكرت مصادر متطابقة ل"المساء" أن طائرات بدون طيار مشطت طيلة اليومين الماضيين سماء المنطقة العازلة بالصحراء، مضيفة أنه لوحظ انسحاب مجموعات من جبهة البوليساريو، بعد أن تراجع عدد من أفرادها كانوا يتحركون على بعد كيلومترات من منطقة المحبس. وحسب مصادر اليومية فقد أعطيت تعليمات من جنرالات بأسلحة مختلفة لنقل الجيش من عدد من الثكنات بالمدن الكبرى إلى الصحراء، إذ أعطى مفتش سلاح المدرعات أمره بنقل الفوج المدرع من مدينة ورزازات إلى مدينة الزاك على بعد حوالي 70 كلم من منطقة المحبس تقريبا. كما جرت الاستعانة بوحدات الجيش الخاصة للانتقال إلى الجنوب. وما زالت عمليات التوزيع وإعادة الانتشار مستمرة على بعد كيلومترات بالمناطق العازلة استعدادا لأي تحرك من الجماعات المنتسبة إلى البوليساريو. وساعدت الأقمار الصناعية في رصد تحركات البوليساريو بمختلف النقط بالمنطقة العازلة، إذ رصدت آخر الصور انسحاب مجموعات من مناطق معينة قريبة من المحبس. وكشفت المصادر نفسها أن التحركات الأخيرة للجيش المغربي باتجاه المنطقة العازلة في الصحراء المغربية، أدت إلى تضارب المواقف في صفوف قادة جبهة البوليساريو، إذ رفضت بعض الفصائل من الميليشيات المسلحة الامتثال لأوامر بالانسحاب من المنطقة العازلة والابتعاد عن الجدار الأمني، فيما انسحبت ميليشيات أخرى من المنطقة العازلة بعد وصول أسلحة ثقيلة ومدرعات وراجمات للصواريخ. وعجلت الاستفزازات، التي تقوم بها جبهة البوليساريو بالمنطقة المغربية العازلة، بتعميم برقيات استنفار بمختلف الثكنات، خصوصا ثكنات مكناس. كما عقدت اجتماعات عسكرية وتفتيشية بالقيادة العسكرية الجنوبية الجديدة، تحت إشراف المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، وهي الاجتماعات التي تمخضت عنها عدة نتائج، منها رفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى بكل القطاعات وشبه القطاعات العسكرية، واستنفار مختلف الوحدات والجنود والضباط وضباط الصف بكل المناطق العسكرية الجنوبية.