بعد أن فجرت مجلة "60 مليون مستهلك" الفرنسية، فضيحة من العيار الثقيل، بكشفها عن معطيات خطيرة تؤكد احتواء أنواع كبيرة ومشهورة من الشاي الذي يروج في الأسواق المغربية على كميات مختلفة من المبيدات الحشرية، مشيرة إلى أن أقل أنواع الشاي تلوثا يحتوي على بقايا من هذه المبيدات، خرج المكتب الوطني للسلامة الصحية للمواد الغذائية، وبعد صمت شبه طويل، ليؤكد صحة الأخبار التي راجت بخصوص احتواء كميات كبيرة من الشاي المستورد من الخارج على مواد كيميائية مضرة بصحة المستهلكين المغاربة. إقرار المكتب الوطني للسلامة الصحية "أونسا"، بوجود بقايا المبيدات الحشرية ببعض أنواع الشاي المتوفر في الأسواق الوطنية، يأتي بعد قيام فرق وخبراء المكتب بسلسلة من الأبحاث والتحليلات على عينات من أنواع الشاي، التي قادت، في نهاية المطاف، إلى اكتشاف كميات من الشاي لا تستجيب لمعايير وشروط السلامة الصحية المعمول بها دوليا، باحتوائها على مواد كيميائية مضرة بالصحة، الأمر الذي دفع المكتب إلى الإعلان عن منع كميات من الشاي المستورد من الخارج، والاحتفاظ بها لتفادي وصول أضرارها إلى المستهلك. وأكد المكتب أن نتائج الأبحاث والتحليلات التي أجريت على عينة من أنواع الشاي الذي يدخل المغرب، كشفت عن وجود مبيدات حشرية غير مرخص بها دوليا، مشيرا إلى أنه بعد توصل مصالح المكتب إلى وجود مواد سامة مضرة بصحة المستهلكين المغاربة، فقد تقرر الحجز على كميات من الشاي التي لا تستجيب لشروط السلامة الصحية، ويتعلق الأمر بكميات تبلغ 0.5 في المائة من إجمالي واردات المغرب، التي وصلت إلى 60 ألف طن برسم السنة الفائتة. وكشف تحقيق نشرته مجلة "60 مليون مستهلك " الفرنسية، أن 26 نوعا من الشاي، بعضها متوفر في الأسواق المغربية، تحتوي على مواد سامة وهي "ماركات"، تعد من الأكثر انتشارا في الأسواق الفرنسية، وتنتجها شركات "بالي دي تي بيو"، و "أوشان"، و "أوشان بيو"، إضافة إلى الشاي الأخضر المنتج من قبل "جاردان بيو ". وأكدت المجلة أن آثار 17 نوعا من المبيدات الحشرية، تم العثور عليها في أكياس "الشاي المعطر إيرل غراي "، و "يم زين"، المملوكين ل"الإخوة دامان"، وهي المبيدات الحشرية، التي تظل عالقة بالشاي، لأن المنتجين يتفادون غسل أوراقه بعد جنيه حتى لا يفقد الشاي مذاقه، موضحة أن أوراق الشاي عندما يتم قطفها لا تغسل، موضحة أن هذه المبيدات الحشرية ليست الأمر الأكثر إثارة للقلق، بل بعض الجزيئات الطبيعية السامة، التي اكتشف أنها توجد في أكياس الشاي، وهي "لارسينيك "، و "ميركير"، وخصوصا "ألكالوادس".