بعدما اقتحمت الحفل الإفتتاحي لمهرجان الفضة قبل أيام قليلة، عادت مجموعة المصير لحاملي الشواهد وفرضت نفسها بقوة في أمسية مهرجان جائزة الحاج بلعيد للموسيقى في دورته التاسعة الذي تنظمه النقابة المغربية للمهن الموسيقية الفرع الجهوي لأكادير، بدعم من المعهد الملكي للثقافة الامازيغية والمجلسين البلدي والإقليمي لمدينة تيزنيت، والذي يحمل هذه السنة شعار ‘‘ الأغنية الأمازيغية بين الوطنية والعالمية '' وقد تحولت المنصة التي نصبت في ساحة الإستقبال إلى ساحة احتجاج، وفوق لافتات المهرجان علقت لافتات أخرى كتب عليها مجموعة “المصير تطالب بالإدماج الفوري والمباشر في الوظيفة العمومية و تحتج على تبذير المال العام”. وكادت الأمور تتحول إلى الأسوأ عندما قررت مجموعة المعطلين ترديد شعارات لقيت صفيرا حادا وسبا وشتما من قبل الجماهير الغفيرة التي احتشدت على جنبات الساحة. وتحولت الأمور إلى معركة حقيقية بين المعطلين والجماهير التي استفزها الأمر، فعلت أصواتهم المطالبة برحيل مجموعة المصير، الشيء الذي خلق خالة هلع ورعب، واستنفر المصالح الأمنية الذي تدخلت و حالت دون ذلك، لتنسحب مجموعة المصير لحاملي الشواهد. واستمرت الأمسية بعدما تأخرت عن موعدها لأكثر من سا عتي ن من الزمن، بمجموعة من الفقرات الموسيقية أهمها تقديم جائزة الحاج بلع يد هذه الدورة للفنان “الحسين الباز”، ليقع منعطف آخر في الأمسية عندما قام رجال من القوات المساعدة بإخراج أحد المتفرجين التي اقتحم المنصة حاملا علما أمازيغيا بطريقة لم تعجب الحاضرين، بقدر ما لقيت صفيرا واستهجانا قويا. الأمر استفز أيضا الفنانة الأمازيغية “فاطمة تبعمرانت” التي ثارت في وجه رجل الأمن، إذ توقفت عن الغناء وخاطبت رجال الأمن قائلة '' راه مغاديش نجمع هنا هاد الناس باش تضربوهم نتوما ‘‘. وهو ما أغضب رجال الأمن و انسحبوا، ففرضت الفوضى نفسها بقوة، واختتمت جائزة الحاج بلعيد هذه السنة على إيقاع غريب، مع العلم أن أنشطة يومها الأول ألغيت بفعل الحداد على أرواح ضحايا الطائرة العسكرية التي سقطت بمدينة كلميم.