شهدت قلعة السراغنة افتتاح رواق الفنون يوم الاثنين 11يناير 2011، الذي دشنه عامل صاحب الجلالة، حيث عرضت اعمال التشكيلية للفنان عبد الجبار العسري، إلى جانب الفنانين عبيد كرام و الطاهري، عبد الجبار العسري، الذي أطلق صرحته الأولى بمدينة قلعة السراغنة، غاص في عالم اللون والحركة ليكشف عن تجربة تشكيلية ضاربة في عمق التراث المغربي المليء بالأسرار و الكنوز، ليقدم معرضا تشكيليا يحملنا إلى الماضي البعيد معيدا ربطه بالمستقبل بكل مقوماته الوطنية، و ذلك في أول معرض تشكيلي يعرفه رواق الفنون بمدينة قلعة السراغنة ، حيث أجرى معه نبراس الشباب، الحوار التالي: حاورته: لمياء الخلوفي – نبراس الشباب – قلعة السراغنة:
عرضت أعمالك التشكيلية إلى جانب الفنانين عبيد كرام والطاهري، كيف ترى هذا الانجاز؟ في الحقيقة هو إنجاز سابق لأوانه وهو الربيع الأول للمدينة على المستوى الراقي إن لم نقل العالمي بكل المقاييس. ما رأيك في رواق الفنون الذي سيصبح قبلة للفنانين داخل و خارج المغرب ؟ هذا الرواق كما قلت هو ربيع و سيحظي بكثير من الإقبال ليس وطنيا فحسب ولكن دوليا كذلك، لأنه من الصعب زرع الفن في مدينة حرقت أشواطا في خلق هذا الفضاء لذلك يجب العمل على إحياء هذا الدفين المغربي ليسبح في المنظومة الفنية العالمية لماذا تركت المدن تنشط بها الحركة التشكيلية و استقررت بقلعة السراغنة؟ يقال إن الفن لا وطن له، القلعة موطني الأصلي، و بهذه المدينة أناس يقدرون الفن و يحبونه، لكن الظروف تضطرهم إلى خزن اهتمامهم (الله غالب)، المدن الكبرى كمراكش و الصويرة تنشط بها الحركة التشكيلة لأنها تعرف إقبال عدد كبير من السياح الأجانب، في حين أن قلعة السراغنة لا تستقطب و لا سائحا واحد . أول تجربة لي كانت في اسبانيا حيث لم أعرض بها على الطراز الراقي، و لكن كان معرضا في الهواء الطلق، عرفت زيارة العديد من الأجانب غير الأسبان الذي أبدوا إعجابهم بالتشكيل المغربي، وعندما علم الفنون الاسبانيون بوجود مدرسة تتقارب مع مدرستهم اقبلوا على المعرض، وهنا لازلت اذكر كلمة قالها لي فنان فرنسي مقيم في اسبانيا (أنتم الأفارقة تجيدون استخدام الضوء و الخيال)، حيث كانت لوحاتي تحاكي التراث والتقاليد المغربية بكل أشكالها . ما رأيك في الحركة التشكيلة في المغرب ؟ سؤال مهم جدا، إذا أردنا أن نتحدث عن الحركة التشكيلية في المغرب فعلينا أولا أن ندرس السوق التجاري في المغرب، سعتها سنجد أن هناك لوحات ذو قيمة تشكيلية عالية تباع بأبخس الأثمان، كما إننا نجد مجموعة من الفنانين الذي قرروا أن يعرضوا في الخارج لتظل لوحاتهم تحقق المكاسب المالية المنتظرة، و ليعلم الجميع أن المتطفلين على الحركة التشكيلية هم من يتحكمون في السوق و ليس الفنان الأكاديمي، و هذا دون أن ننسي أصحاب الأروقة و دورهم في تحريك هذا السوق . هل ترى انه لدينا ثقافة بصرية بالمجتمع المغربي؟ الثقافة البصرية موجودة لكنها تتوقف على الفئات المتحضرون فقط من هم الفنانون الذين أثروا في مسار تجربتك؟ هناك عدة فنانين منهم الكحفاوي وفريد بالكاهية و فنانون غربيون مثل اويجين دو كروا و ماجوريل. يتم التحضير لحفل تكريمك من طرف جمعية “اللسان الحر “، كيف تلقيتم الخبر ؟ في الحقيقة هو شرف عظيم أن يتم تكريمي من طرف جمعية اللسان الحر، ولقد فرحت بهذا الحفل لما تحمله عبارة تكريم من معنى سامي و راقي، و قلبي معهم. كيف تقيم النهضة الفكرية و الثقافية التي تعرفها قلعة السراغنة؟ هو سؤال وجيه جدا هي نهضة ثقافية فنية، في 2011 ستكون بداية لكثير من العطاء في ميدان التشكيل خاصة و هناك الكثير والكثير، حيث يستوجب علينا أن نبدأ بالفنان الصغير حتى ننتهي بالشيخ لسرد بحر من شظايا التراث المحلي منه البدوي و الحضري. كلمة أخيرة، وتعريفك لقراء نبراس الشباب؟ بصراحة عبد الجبار العسري هو موجه و لا يرى بعينيه هو موجه بيديه و قلبه، والعين التي ترى هي عين جمهوري، فإن كان اللون الأحمر يعادله اللون الأخضر فإني أقول أن اللون الأزرق لا يضاهيه أي لون لأنه لون الصفاء و المحبة.