أزيد من 140 مشاركا من جميع ربوع المغرب يحضرون فعاليات الملتقى الوطني الأول لمكافحة الهدر المدرس ي الذي انعقد بمراكش يومي 23 و24 أكتوبر 2010، ونظمته المنظمة المغربية لمكافحة الهدر المدرسي والتنشيط السوسيوثقافي تحت شعار “معا لمكافحة الهدر المدرسي”. خلال اليوم الأول من الملتقى، كان المشاركون على موعد مع ندوة وطنية تلت كلمتها التقديمية الأستاذة مليكة البرجي عن تنسيقية مراكش رحبت خلالها بالمشاركين، وقام بتنشيطها الكاتب والصحفي عبد العزيز كوكاس الذي قال عنها أنها “ندوة نوعية على اعتبار الموضوع الذي يبرز انتقالنا إلى المعالجة الميكروسكوبية، ففي التفاصيل يكمن الشيطان”. أما محمد الساحل مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمراكش فقد تمنى “أن يصدر عن الملتقى توصيات سنعمل على الاستئناس بها لأننا نعاني من هذه الظاهرة في جهة مراكش تانسيفت الحوز”. بدوره ذكر الأستاذ عبد العزيز إيوي الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل المشاركين بأن الهدر المدرسي يعني الانقطاع والتكرار وضعف التعلمات وعدم ملائمة الشهادة مع سوق الشغل. كما انتقد مجموعة من اختلالات المنظومة التربوية في بلادنا والتي تسبب هدرا مدرسيا من قبيل ضعف الحكامة الجهوية والتكوين المستمر. ولم يفته التأكيد على ضرورة فتح المؤسسات التعليمية أمام الفاعلين الجمعويين والمنظمات التربوية وأعطى مثالا ناجحا بجهة فاس لمشروع يتوخى محاربة الهدر المدرسي قادته النقابة الوطنية للتعليم بشراكة مع نقابة أوروبية. وفي مداخلته، قدم الباحث السوسيولوجي ذ.السعليتي نتائج أبحاث سوسيولوجية لتقديم مقاربة علمية محايدة لفهم ظاهرة مركبة في الهدر المدرسي، وانتقد المقاربات الماكروسوسيولوجية التي تحيل إلى مسؤولية الفقر في الهدر المدرسي، وأشار إلى مسؤولية عامل التمثلات الثقافية لدور المدرسة وتعليم الفتاة، وناقش العلاقة بين التمثلاث الثقافية والسلوك الاجتماعي. وأثناء قراءته لمشروع أرضية الندوة الوطنية حول الهدر المدرسي قال السيد عبد الباري بوفلجة رئيس المنظمة أن “انعكاسات الهدر المدرسي لا تقف عند التلاميذ المنقطعين، بل إنها تمس المجتمع ككل، سواء على مستوى انتشار الأمية والبطالة وتفشي الجريمة ومظاهر الانحراف، أو على مستوى هدر الموارد المالية للأمة”، وأضاف أن”هذه الندوة هي جزء مما يمكن القيام به لفهم ميكانزمات الظاهرة والوعي بخطورتها من أجل التصدي لها وكذا إعداد إستراتيجية وطنية مندمجة لمكافحة الهدر المدرسي”. كما تم عرض تجربة جمعية إفولكي في محاربة ظاهرة الهدر المدرسي لدى الإناث في منطقة الحوز خصوصا، والتعريف بأدوارها في التكوين والتأطير والتحسيس أساسا، واستحضار مشروع دار الحوز للطالبة الجامعية الذي يعد أهم منجزات الجمعية. كما كان المشاركون على موعد مع ورش تكوينية من أجل تقوية قدرات أعضاء المنظمة المغربية لمكافحة الهدر المدرسي وحفل فني وقراءات شعرية ولقاءات تعارف بين تنسيقيات المنظمة وتوقيع شراكات متعددة.