عندما أتوجه كل صباح إلى ما يسمى الشغل، كانت تشغل بالي مسألة أخرى، أرى الأزبال تتناثر على جنبات أحد الاقامات السكنية رغم أن الشاحنة تأتي من حين لآخر لكن الأزبال دائما متوفرة، متوفرة بكثرة، حتى أصبح لبعض الناس تطبيع مع الأزبال، ومنهم من عشقها عشقا غير عذري، لا يرتاح له بال حتى يراها، عندما كنت صغيرا لليوم لم يتغير الأمر بمعنى أن الأمر ليس مسألة عادية يمكن القضاء عليها في ظرف وجيز بل هي في غاية التعقيد ومتجدرة في المجتمع كغيرها من العادات السيئة المنتشرة، الناس لا يحترمون أنفسهم بالأحرى يحترمون البيئة التي يعيشون فيها، وهنا لا يمكن أن نستثني فهناك أشخاص على قدر لا بأس به من الثقافة!(لا أدري إن كان للثقافة دخل)! ويرمون الأزبال في الأماكن العمومية ويدخنون على عينك يا شاعر!!، وكلما ازداد تواجد الأزبال ازداد تخلف رجال البلدية المكلفين عن أشغالهم، وحتى الشركات الخاصة التي فوتت لها صفقة جمع الأزبال، لم تستطع أن تغير من الواقع شيئا، في كل حي وعاء تفيض فيه الأزبال عن حاجته، حتى تخرج من جنب، وتتكاثر من فوق ومن تحت، الأمر الذي يسبب تكاثر بعض الحشرات، قلة الحاويات تساهم أيضا في انتشار الأزبال والذي يؤثر سلبا على البيئة، التي نعيش فيها طبعا، من أكثر ما يعيق القضاء على الأزبال، التي أصبحت تحديا يواجه الجماعات المحلية بكل رموزها الحزبية، تخيلوا مسألة واحدة وبسيطة تسمى الأزبال، تقهر عتاة السياسة، والخطباء المفوهين في الحملة، لذا ينبغي مستقبلا اختبار المرشحين انطلاقا من نظافة المدن. ماهو البرنامج الانتخابي الذي تضعه الأحزاب في القضاء على الأزبال؟ على غرار القضاء على المخدرات، وما هو البرنامج في المقابل الذي تضعه لتنظيف وتهيئة المدينة وإعداد المناطق الخضراء؟؟؟ أشك أن هناك بعض المجالس تضع مثل هذه البرامج، وإلا فما السبب الذي يجعل الطرقات مليئة والإقامات السكنية والمحطات الطرقية، فإذا استثنينا بعض المناطق في بعض المدن، والتي تعتبر أنموذجية فالباقي أنتم تعرفونه، أعتقد أن المواطن يتحمل الجانب الأكبر من المسؤولية، لأنها مسألة تربية، هناك نقص في البرامج التعليمية، حول كيفية التخلص من الازبال والحفاظ على نظافة الحي لأن الإنسان ابن بيئته وحي نظيف هو امتداد لمدينة نظيفة وهلم جرا، حتى القانون لا يحارب على ما أظن كل من يرمي شيئا في الشارع العام كما في” أوربا”، وقد رأيت بأم عيني أناسا يرمون الأزبال بكل هدوء وبدون خجل، يرمونها في الشارع، في الحدائق، في الحافلة، أمام الحوانيت، يشتري “علبة بسكويت “ينهيها بين الشارع والدكان وبطريقة درامية مستفزة يضع الغلاف في الشارع، لماذا؟؟ أنا شخصيا لا أدري أن قياس تحضر أي بلد مرتبط بشكل وثيق بحجم نظافة شوارعه، إن أحياءنا متغيرة وأن الأزبال منتشرة، وإن الجماعة مرتبكة، وإن صحتنا بين أيدينا وإن النظافة من شيم ديننا وإن لله وإنا إليه راجعون…….