كوثر بنضريف أو ”أم محمود الصغيرة ” دخلت منذ سنوات إلى مهنة يعتبرها الرجال صعبة عليهم، فكيف ببنات حواء أن يزاولونها، فتقول عن عملها “العمل في المجال السمعي البصري ليس عملا تقنيا محضا بل يمكن أن نقول إنه عمل فني بامتياز، فلا يمكن أن تخلو لقطة ما أثناء تصويرها أو توضيبها من لمسة فنية تضفي جمالا على الرسالة المراد إيصالها إلى المشاهد عبر هذا الفيديو. “الكاميرا وومن” كوثر، حاصلة على دبلوم في مجال فنون الطباعة، وآخر في مجال السمعي البصري، بعد تخرجها اشتغلت مع شركات الإنتاج والتوضيب، وكذا في عدد لا بأس به من الأعمال التي كانت تبث في القناتين المغربيتين.
الصحافة مهنة المتاعب والصحافة السمعية البصرية أكثر بكثير مرحبا بك كوثر على “نبراس الشباب”: مرحبا، وشكرا على هذه الاستضافة بداية نود أن نعرف كيف دخلت إلى مجال التصوير؟ في الحقيقة من الطفولة وأنا أعشق التصوير، لكني لم أكن أظن يوما أن أحترفه أو أن يصبح مصدر رزقي، لكن الحمد لله صارت الرياح بما تشتهي السفن هاته المرة- تبتسم-. هل يمكن لكوثر أن تعرفنا أكثر بمجالها و تقربنا من عملها اليومي داخل شركة ميديا كولكت؟ أشتغل في شركة ميديا كولكت خصوصا بلانيت سبور كمصورة ومسؤولة على خلية المونتاج ومن هذا المنبر أشكر جميع من أشتعل معهم خصوصا المديرين، المنتج و الفني على ثقتهم الكبيرة التي وضعوها في موهبتي وأتمنى أن أكون عند حسن ظنهم بي إن شاء الله. ماذا قدم لك عالم التصوير، وما يعرف بالكواليس؟ العمل في المجال السمعي البصري يتيح لك امتيازات دون غيرك من الناس، أولها التواصل وربط صداقات مع شخصيات يراها الجميع من وراء التلفاز من ممثلين وأبطال رياضيين وشخصيات مهمة، وأيضا يتيح لك زيارة أماكن لم تكن لتزورها لولا هذا الإطار، سواء أماكن جميلة أو العكس، لكنه مجال يتيح لك التعرف على جميع فئات المجتمع حتى المهمشة منها لتتعرف عن قرب عن طبائع الناس ومعايشة أحوالهم وأحلامهم. شكلت الاستثناء مع بعض الأخريات، ونافستن الرجال في حمل آلة ثقيلة كانت إلى زمن قريب حكرا عليهم، كيف ذلك؟ المرأة أوضع الله فيها أسرار كثيرة، تتدفق هاته الأسرار إن وجدت البيئة الملائمة من تشجيع وتقدير، فالمرأة قوية جدا بشرط أن تعرف سر قوتها وتفهم لغز رسالتها في هذه الحياة، لذلك أي عمل كيفما كان، يمكن للمرأة أن تتقنه بل و تبدع فيه، وقس على هذا مجال التصوير الذي أصبحت للمرأة كلمتها ولمستها الفنية فيه, ما هي أهم المشاكل والصعوبات التي تواجهك في عملك المهني؟ المشاكل في المجال السمعي البصري كثيرة، منها ما هو عام يهم المرأة والرجل على حد سواء، تتعلق بطبيعة العمل المنهكة وأيضا عامل التوقيت، ففي هذا المجال وقتك ليس ملكا لك وبذلك لا تستطيع أن تعيش حياتك وفق برنامج مسطر من قبل. أما ما هو قاس بطبيعة المرأة فيتعلق في مشكلة نوع العمل ما زال ذكوريا بنسبة كبيرة، و بالتالي أحيانا كثيرة أكون المرأة الوحيدة بين الرجال، لكن احترام المرأة لنفسها يفرض احترام الجميع لها وأيضا لباقتها وحسن تصرفها مع الآخرين، تجعل الرجال خصوصا المصورين يحترمونها ويقدرونها و يحجزون مكان لها في المقدمة. هل حققت الأهم ووصلت إلى ما تطمحين إليه، أم لازلت كوثر تطمح وتطمع في الأكثر؟ في الحقيقة كان لحصولي على دبلوم في هذا المجال الخطوة الأولى، واشتغالي مدة ثلاث سنوات الخطوة الثانية يعني أن الدرب مازال طويلا لكنه مستقيم ومشرق، وإن شاء الله سأخطو خطوات واثقة إلى الأمام حتى أكمل المسير، وأبلغ رسالتي بكل أمانة وإتقان. كلمة أخيرة لكل من أعجب بعملكم، وأراد أن يسير في طريقكم صراحة، كل يوم تصلني العديد من الرسائل ممن يستهويهم هذا المجال يستفسرون عن تقنياته وكيفية الولوج إليه، وأقول لهم أن أحلامنا مهما كانت كبيرة تبدأ بفكرة نؤمن بها وتستحوذ علينا حتى لا نستطيع العيش بدونها، أنداك يمكن أن نخطو الخطوة الأولى ونبدأ في تحقيق ما نصبوا إليه ونكون في تمام الرضا عن أنفسنا، لذلك أشجع كل من يعجبه هذا المجال أن يسبر أغواره بكل حب وصبر وإن شاء يوم ما سيفتح لك أذنه لتتربع على عرشه. للتواصل مع المحاور: [email protected]