انطلق زوال يوم أمس الأحد المنتدى الوطني الثاني عشر للحوار والإبداع التابع لمنظمة التجديد الطلابي في دورة ” الإصلاح ” تحت شعار” لا إصلاح بدون جامعة وطنية، قيم مرجعية، مصداقية سياسية ”. “سينما فيندا” شهدت الجلسة الافتتاحية بنشيد المنظمة، متبوعا بالنشيد الوطني المغربي، بعدها جاءت كل كلمات المتدخلين من الممثلين للحركات و التنظيمات الموازية للمنظمة في الحديث عن شعار الدورة الذي اعتبروه موفقا، ويحمل مفاهيم تعكس نبض الشارع، واختيارهم لتيمة الإصلاح يعيد الثقة المفتقدة لدى الشباب والطلاب اللذين يعيشون تحت رحمة تعليم مبتور بدون أساس. محمد لغروس المنسق الوطني للمنتدى تناول في كلمته أن السبب الرئيسي في اختيار منظمة التجديد الطلابي رفع شعار الإصلاح جاء نتيجة لقضايا أملتها وقائع و أحداث عرفتها الجامعات المغربية في السنوات الأخيرة، وتكرست بشكل واضح السنة الجارية. ولم يخف “لغروس” تساؤلات المنظمة بعد إقرار هذا الشعار واقع إصلاح مازال يعزز واقع اللاحساب مع أختها اللامحاسبة لكل المسؤولين المباشرين عن التعليم الأساسي عامة والجامعي خاصة مع إقراره بالعبث السياسي في معظم المجالات التي نادت وتنادي بالإصلاح على رأسها القضاء والشؤون الاجتماعية والسياسة والتعليم. بلال كريكش الكاتب المحلي لفرع تطوان المحتضنة للمنتدى قدم كلمة رحب فيها بكل الحاضرين من جميع فروع المملكة، مع مطالبته بإعادة دراسة مفهوم الإصلاح الذي أصبح هدفا منشودا لكل الفاعلين في المجالات التنموية والحقوقية والسياسية. مولاي عمر بنحماد نائب رئيس حركة التوحيد و الإصلاح جاء تدخله عبارة عن مناقشة في شعار الدورة الذي جاء منسجما مع أهم مبادئ حركته و شعارها التي ترفعه دائما وفق الآية القرآنية “إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله” مع الحث على التمسك بإقامة الدين و الإسهام فيه، بداية على مستوى الأفراد والعائلة ثم المجتمع، مع الحرص على جانب القيم و التدافع عليها في جانب الأخلاق و التحصيل العلمي. كلمة نائب رئيس المجلس البلدي لتطوان أحمد بوخبزة دعا فيها إلى الانخراط في دعم وتعزيز كل ما هو ثقافي فكري علمي، وقد تجلى ذلك في مساهمة المجلس البلدي الحالي في افتتاح المدرسة العليا للمهندسين المعماريين واهتمامها بالطلاب والمتعلمين. و توقف الطبيب المهدي البكدوري عن حركة التوحيد و الإصلاح بتطوان في كلمته عند دور الطلبة منذ الستينيات بتجسيد النضال في أعلى صوره الحضارية، وكذا إتباع أسلوب الحوار و الإقناع مع كل الفصائل الأخرى بعيدا عن لغة السكاكين والساطور والسلاسل وفق الآية القرآنية الكريمة “وجادلهم بالتي هي أحسن”. محمد خيي عضو المكتب الوطني لشبيبة العدالة و التنمية تناول في كلمته الحماسية عن المقاومة الفلسطينية و العراقية والمطالبة بالتحرر في كل البقاع المضطهدة وتقديم الشكر لهم، مع الإشارة إلى قدرة المنظمة على الاستمرارية بفعل برهنتها على حيويتها في كل محطة نضالية تدعوا إليها، والانخراط في مسيرة الإصلاح بعد وضوح الفشل الذريع لمخططات الدولة في مجال التربية والتعليم العالي. محسن مفيدي رئيس منظمة التجديد الطلابي استهل كلامه لأبناء منظمته بالتأكيد على وجود مصداقية سياسية حقيقية تنطلق من إرادة بروح صادقة بعيدة عن الخلفيات والمرجعيات والإيديولوجية المتعددة والضيقة حتى يكون هناك الإصلاح المنشود الذي تسعى إليه كل فئات المجتمع الإصلاحية الطامحة إلى التغيير. قبل الختام أعطيت الكلمة لمحمد العدوني الناطق الرسمي لفصيل الوحدة والتواصل الذي وقف على التجاوزات التي تم تسجيلها في بعض المواقع الجامعية كالتصريحات اللامسؤولة لعمداء الكليات بوصف الجامعة على أنها عبئ يجب على الدولة التخلص منها، وإغلاق كلية الشريعة القرويين يوم الامتحان، وإقصاء الطلبة في الاستفادة من الحي الجامعي والتمييز فيما بينهم، مع تسجيله لرفض الوزير الأول للتربية و التعليم العالي للجلوس لطاولة الحوار، وكذا التدخل الأمني لمجموعة من المواقع في مقاربته الأمنية الظالمة، ليختم بإشارته إلى المخطط الإستعجالي الذي لم يأت بأي جديد أو إصلاح ماعدا تكريس الأزمة والطرد الجماعي للطلبة. الجلسة الافتتاحية شهدت حضور حوالي ألف شخص من جميع الأقاليم المغربية، وسيمتد المنتدى من 14 إلى 20 من الشهر الجاري برحاب جامعة عبد المالك السعدي بمارتيل.