في كل يوم يزداد مقتنا وكرهنا للقادة العرب، الذين من المفروض عليهم الدفاع عن عزة الأمة والتشبث بأسباب قوتها وعزتها، لكن نرى كيف أن أناس يدعون الدفاع عن هذه الأمة وهم لا يفعلون ما يقولون. ما يثير إعجابي في قادتنا أنهم يعرفون كل المعرفة أنهم بدون أخلاق ولا سياسة ناجحة ومع ذلك لا يخجلون من الجماهير والتي لم تعد تسمع لا لخطبهم الواهية ولا لكلامهم السخيف الممل والذي نسمعه كل يوم. نرى كيف أن البعض يحاولون الخلط بين السياسة والدين وكيف يحاولون التغطية عن أخطائهم وأفعالهم بفتاوى لا تمت لا للإسلام ولا للإخلاق بأية صلة. نرى كيف أن مصر تسعى بكل قوتها على إضفاء المشروعية على بناء الجدار الفولاذي بحدودها والذي هو بالمناسبة يحمي الأمن القومي المصري من شعب أعزل وجائع، نعم إنه الشعب الفلسطيني الأعزل بغزة والذي يحارب الجوع والحاجة نرى كيف أن مصر أو بالأحرى الحكومة المصرية تحاول خلط الأوراق على ما تقوم به وهي تعرف تمام المعرفة أنه حرام شرعا وأخلاقا وإنسانيا. ومن جهة أخرى نرى السيد بوتفليقة والذي أطلق العنان لقواته بقتل وتشريد وخطف أكثر من 15 ألف أمازيغيا يحاولون القيام بمظاهرة سلمية للتجديد بالمطالبة باستقلال منطقة القبايل عن الجزائر فعندما يتعلق الأمر بالصحراء المغربية فبوتفليقة والذي ليس إلا وجديا نسبة لمدينة وجدة من شرق المغرب لا يضيع أي جهد للدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي والذي يتعرض لكل أنواع القمع من الدكتاتورية المغربية حسب قوله وتجنيده لأناس أعلنوا الولاء لقضايا خاسرة وفضلوا المال والشهرة على الولاء للوطن فالأحرى “بسي بوتفليقة محدو مباغيش الانفصال فبلادو يديها فراسو ويعطي التيساع لبلادات الناس” والأحرى به أن يصرف ملاييره على الشعب الجزائري الشقيق وتشييد البنى التحتية لبلاده، أحسن من صرفها على السلاح لتخويف “المروك”. وبالمقابل نرى كيف أن السيد أردوغان والذي نكن له كل الحب والإحترام يدافع عن القيم الإسلامية العربية والتي تخلى عنها أصحابها، ينتصر للضعفاء من المسلمين والعرب ولازال يبهرنا بمواقفه الخلاقة والشجاعة تجاه الكيان الصهيوني المعتدي. فهو والمحيطون به أعادو لتركيا دورها التاريخي ووضع لنفسه مكانة سامية سيذكره بها التاريخ على مر العصور فكل أمالنا أن يتعلم قادتنا من هذا المثال الحي ويحاولوا ولو مرة أن يفعلوا مثل هذا السيد أم أن مثل هؤلاء القادة ليس لهم مكان بين الأبطال والشجعان والجدير بالذكر أنه سيتم ذكر أردوغان وأمثاله في مكانه بين الأبطال ولا ننسى أيضا أنه لقادتنا العرب مكانهم في مزبلة التاريخ حيث ينتمون.