نبراس الشباب – خاص: مجالات كثيرة كانت تعرف باحتكارها من طرف الرجل، وهي مجالات تم تحصينها سابقا من أي شكل للاختراق النسوي، من بين هذه المجالات، التصوير التلفزي، الذي كان يسمى مزاوله ب”كاميرامان” أي رجل الكاميرا، ليتحول لاحقا بعد أن التحقت به بعض النساء إلى “الكاميرا برسنل” تلافيا للحرج الذي صارت تسببه التسمية القديمة للوالجات الجديدات لغمارها. حياة الزياني شابة في ربيع العمر، اختارت عن طريق الصدفة وليس عن سابق إصرار وترصد ولوج عالم التصوير التلفزي، وذلك بعد نيلها شهادة الباكلوريا في العلوم التجريبية سنة 2000، حيث كانت تود بادئ الأمر الالتحاق بأحد المعاهد أو الكليات العلمية، ليقرر القدر بعدها أن تنتبه حياة إلى المركز الخاص بتكوين التقنيين في مجال السمعي البصري، وهو المركز الذي أثار لديها حس التحدي والفضول انطلاقا من العدد المحدود للطلبة الذين كان يختارهم من مجموع المترشحين لولوجه، وهو ما أدى بها إلى القيام بالخطوة العملية مباشرة بتقديم ملف ترشحها ليكون النجاح من نصيبها رفقة سبعة مرشحين آخرين من أصل ثلاثمائة مرشحا. بعد تخرجها من مركز التكوين في المجال السمعي البصري، تخصص فيديو، مرت حياة بتجربة تدريبية في بعض شركات الإنتاج بالإضافة إلى قناة الدوزيم التي اشتغلت بها لمدة سنتين. بعد ذلك التحقت حياة بإحدى شركات الإنتاج المتخصصة في إنتاج تقارير إخبارية وريبورتاجات لصالح قنوات عربية، كالعربية والبي بي سي، والبحرين. تتذكر حياة بداياتها في مجال التصوير التلفزي، وكيف كان الناس ينظرون إليها مستغربين، كما تتذكر بعض المصورات التلفزيات اللائي سبقنها في هذا المجال واللائي ساعدتها على الاندماج أكثر. وإن كانت الصدفة هي الدافع الأول لحياة إلى ولوج عالم التصوير التلفزي، فهي اليوم تتحدث عن حبها لهذه المهنة، التي تعترف بإيجابياتها بالرغم من المصاعب التي تكلفها. ففي مجال التصوير التلفزي تعلمت حياة التكيف مع مختلف الأجواء والتعامل مع مختلف الأشخاص من الشارع والمناطق الهامشية إلى قاعات الندوات واللقاءات المهمة. وإن كانت تعترف أيضا بأن الصعوبة في هذا العمل تتمثل في كونه يتطلب تفرغا تاما، واستعدادا في أي وقت لأي مهمة مفاجئة. تتمنى حياة التميز في عملها عن طريق بصمه بلمسة خاصة بها، تطبعها الدقة والإبداع، والإتقان الشديد. عن: أسبوعية المصباح