المنتخب الوطني المغربي أكثر الأسماء التي تذكرنا بمغربيتنا وبحبنا لهذا الوطن...بلاد لا سياسة فيه زينة ولا اقتصاد مزيان، جهل وتخلف وفقر واختلاسات وفوضى في مجال التسيير..حب المغاربة لهذا البلد تجلى في مواقف عدة وتجسد في تضحيات منقطعة النظير..المنتخب المغربي أخذ الجزء الأكبر من هذا الحب فأصبح حب المنتخب من حب الوطن.. كيف لا وأجيال كثيرة مرت بالمنتخب الوطني المغربي أدخلت الفرحة إلى بيوت المغاربة، أجيال كانت كالجبال أمتعتنا كثيرا بالندية والقتالية وحب الوطن، وجعلت الشعب المغربي ينسى همومه اليومية ويهتف في المقاهي و يحتفل في الشوارع بفرحة كانت تغيب في الكثير من الأوقات. منذ1976 لم يفز المنتخب الوطني بأي لقب إفريقي..”ثلاثين سنة من الصيام القاري” ومنذ سنة 2004 لم يخرج الجمهور المغربي للشوارع للتعبير عن فرحته بمنتخب بلاده.. فهل ليس من حق هذا الجمهور المغربي العريض الذي يساند المنتخب في السراء والضراء أن يفرح يوما ما بإنجاز لهذا المنتخب؟..الذي عاد بالأصفار لأكثر من مرة وجعل موعد الفرحة يتأجل لمرات عدة بحرمانه لنا من إنجازات كبرى وتركنا نعيش النكسة تلوى الأخرى.. صحيح أن المنتخب المغربي شرفنا لأكثر من مرة، لكن زمن التشريف قد ولى وأصبح جل الجماهير المغربية اليوم لا يقبلون غير التتويج، هذا هو منطق اليوم فالمغرب ليس بحاجة لتحقيق نتائج إيجابية مع هذا البلد او ذاك واصبح المطلب الأساسي هوالتتويج أو ترك الفرصة لمن ياتي به..فلم يبق للتشريف مكان بيننا...لعلنا تعيسون حزينون على حال منتخب ضاعت أحلام مشاركتة في كأس العالم كان يحلم أيضا بتنظيمه..فمنتخبنا المغربي في انحطاط مستمر..منذ إقالة الزاكي رغم أدائه الجيد بكاس إفريقيا و تضييعه للتأهيل لكاس العالم بتونس ومنتخبنا في تراجع كبير..فتوالت المهازل مع تعاقب المدربين على تدريب المنتخب المغربي.. تغييرات أوضحت بالملموس مدى عجز الجامعة المغربية في التسيير والتخطيط المعقلن بالإضافة إلى عدم إختيار الوقت المناسب لإقالة وتغيير المدربين والظروف الغريبة التي تكالبت على أسود الأطلس....خطوات أوصلت المنتخب المغربي إلى الباب المسدود..وضعت الكرة المغربية أمام صراعات مريرة وتحديات فاشلة وأحلام تحولت إلى كوابيس وجعلت الكل ينظر لمستقبل الكرة المغربية بعين سوداء ويتوقع مستقبل مظلما دامس بألوان الحزن السوداء. لن نبكي كثيرا لأننا كمغاربة علمونا كيف نكبت الصراخ والاحتجاج وقول “لا” ..لذلك لن تسيل الدموع، وسنشعل الشموع من جديد ..لن نفقد الثقة في قدرات منتخبنا، ولن نفقد الثقة في قدرتنا على النجاح، سنتذكر قتالية ..لن يخيفنا الماضي ..فنفس الماضي طار بنا سنوات في القمة..قبل أن يهوى بنا في الحضيض ..سنقف دائما وأبدا خلف المنتخب ..حتى يتعافا من نزلة البرد الطارئة، سيعود المنتخب وننتقم جميعا لوطن لا يوفر لنا أي شيء ..و نحن من نمنحه كل شيء.. سننتقم من السياسة والاقتصاد..بأقدام الأبطال..وفروا حبكم ولا تضيعوه..المنتخب يحتاجه.