لماذا نغضب؟ وأحيانا نحزن وقد نفرح، خفقات قلب ونبضات مشاعر تأتي رغما عنا. نحزن عندما نحس أن من نحبه لا يحبنا فعلا، نحزن عندما نعطي كل شيء بصدق ولا نأخذ من العطاء ولو كلمة شكر، نحزن عندما لاتعوضنا الحياة عن الراحلين سلفا، نحزن عندما نقبل على أشخاص بحب واحترام ويديرون ظهورهم ظنا منهم أنهم بعض الشيء ونسوا أن التواضع هو الشئ كله، نحزن عندما نرى النفاق مستشريا والخديعة منتشرة. نحزن عندما يظن أبلد البلداء أننا سذج أو أغبياء عندما نخاطبه على قدر عقله الذي لا يفرق بين السذاجة والطيبة، ولو أننا خاطبناه فوق عقله لم يفهمنا، وقديما قالوا: لا تجادل أحمقا لأن الناس لن يعرفوا أيكما الأحمق. ونحزن عندما نرى أبناء جلدتنا يلبسون جلود غيرنا ليحاربونا، ونحزن عندما يحزن إخواننا ونحزن أكثر عندما يصبح الشر قاعدة والخير استثناءا، نحزن بشدة عندما نرى شباب امتنا يغردون خارج سربنا، نحزن عندما نرى من يصور الحق باطلا والباطل حقا وهو يظن أنه يحسن صنعا. نغضب كثيرا عندما نتذكر يوما بحنا فيه لغيرنا بسر لم يعد كذلك. نبكي كثيرا عندما يخوننا من نخلص له، نبكي بشدة عندما نفقد حنان الأم وعطف الوطن، حيث لا عوض بعدهما، نبكي عندما يتخلى عنا من نحن في حاجة إليه في الوقت الذي نحتاجه فيه، نبكي عندما نتذكر جميع الذين رحلوا عنا وكنا نحبهم، نبكي كثيرا عندما تخطف المنية صديق عزيز في ريعان الشباب، نبكي كثيرا عندما تختلط المفاهيم عن قصد أو غير قصد فلا نجد من ينخلها لنا تنخيلا. نفرح عندما نشعر بالنصر ولو في قلوبنا، نفرح عندما نحس أننا أسعدنا من حولنا، نفرح عندما يقول لنا أحد كلمة طيبة تنسينا شقاوة الدنيا ووعثاء السفر، نفرح عندما يبادلنا من نحب الإحساس نفسه، نفرح عندما نشعر بالآخرين، ونفرح كثيرا عندما نحس أننا عابرون للدنيا فقط وأن حزننا وبكاءنا وغضبنا وآهاتنا هي مجرد لحظات قليلة، إذا ما قيست بخلود الآخرة حيث عدل الواحد الأحد. للتواصل مع الكاتب: [email protected]