سلوى الجعفري، إعلامية سارت بخطى وئيدة في حقل طالما وصف بالمتعب والمضني، لتستطيع تحقيق طموحاتها وتبلغ مرادها في النهاية. مسار مهني طويل، جاء حافلا بالإنجازات والتتويجات، إنجازات لم تكن لتحققها لولا صبرها الجميل و عملها المتفاني، وحوارنا معها كانت له غاية واحدة، ألا وهي تقريبها لمتابعيها من جهة، وتعريفها للقراء من جهة ثانية. بداية وكسؤال تقليدي لتقريب قراء “نبراس الشباب" من شخصيتكم أكثر، من هي سلوى الجعفري؟ سؤال صعب للغاية!، كيف سأختصر حياة بكاملها في جواب واحد. أنا صحفية مغربية، إعلامية قبل أي شيء، مراسلة ومقدمة أخبار ورئيسة تحرير. إنها المهن التي أمارسها في حقل السمعي البصري. وقد تركت مجال التلفزة لأغتنم فرصة الالتحاق الصحافي بسفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية, وقد كانت تجربة أخرى في حياتي. متى كانت بدايات تعلقك بمجال الإعلام؟ في سنة 2001حينما تم قبولي كمتدربة بالوكالة الصحفية “رويترز" بالرباط, هناك تعلمت و بدأ حب المهنة يتسرب شيئا فشيئا. ما سبب ارتباطك بمهنتك بالرغم من المتاعب التي تحفها من كل جانب؟ إنها المهنة التي أحب، ربما لأننا لا نمل أبدا ونحن صحفيون، فالصحافة درس في الحياة، تعلمنا أشياء كثيرة عن الإنسان كنا نجهلها، عن بلدنا، عن بلدان أخرى، وبطبيعة الحال عن أنفسنا أيضا. أن أكون صحفية علمني إلى أي حد يمكن أن أكون شجاعة، مثابرة و نفعية أيضا. هناك لحظات تترسخ في الذاكرة، ما هي أصعبها وأنت تزاولين عملك؟ أظن أن أصعب مرحلة مررت بها، هي تلك التي كنت أقدم فيها نشرة الأخبار مباشرة على الساعة السابعة صباحا، لم أكن وقتها في كامل استعدادي للمباشر، والأسوأ من ذلك كان لدي أقبح رئيس تحرير يمكن العمل معه. لكن بعد 9 أشهر, استنتجت أن الأسوأ تركته خلفي وأن لا شيء يمكنه إيقافي. هل تتذكرين أبرز عمل أنجزته في مسارك المهني إلى حد الساعة؟ هناك الكثير من الأعمال، لكن الوثائقي الذي أنجزته حول الهجرة السرية يعد من بين الإنجازات المفضلة لدي، حيث حصلت على جائزة CNN للصحافة الإفريقية السنوية تتويجا لهذا العمل، وقد كان حصيلة عمل جماعي، وهذا أكبر شيء أحبه في هذه المهنة. غادرت المغرب في اتجاه أمريكا، ما سبب الهجرة؟ كان ذلك لأسباب شخصية. ففي الحياة يجب القيام باختيارات مصيرية. فلا يمكنك الحصول على الزبدة وثمنها في الآن نفسه. ماذا تعني لك الصحافة الإلكترونية؟ بكل اقتناع إنها المستقبل، في القريب العاجل ستندثر الصحف كما نعرفها اليوم، تاركة مكانها لعالم الإعلام الإلكتروني، لكونه الأسرع، الأنجع، تفاعلي، وكثير التنوع. ما وجهة نظركم في النقاش الدائر حول الإعلام الرسمي؟ الصحافة الحزبية لن تعمر طويلا، ولن تكون مهيمنة مستقبلا، خاصة وأن القطاع الخاص بدأ في التوسع. وأمام الاختيارات الجمة التي يعرضها علينا الانترنت والأقمار الصناعية، ما عادت تلك الصحف المنشغلة بتغطية مصاريفها، ولا تلك القنوات التلفزية التي تتجرع مرارة الرداءة والفشل تشفي غليلنا، وليست في أفق تطلعاتنا. ما نقط التلاقي والافتراق بين الإعلام المغربي والأمريكي؟ ليست هنالك حرية مطلقة سواء في المغرب أو في أمريكا، لا ننكر أن الصحافيين الأمريكيين يتمتعون بهامش من المناورة أكبر مما هو متاح لنا، خطوطهم الحمراء أقل من التي عندنا. دستور الولاياتالمتحدة واحد، بينما نحن لدينا دساتير وليس دستور واحد، هناك الإسلام، الملك، والصحراء. نتمنى أن تزول هاته الهالة حول هذا الثلاثي المقدس يوما ما، حتى يتاح لنا التعبير كما نشاء دون أن ننتهي إلى السجن. في ختام هذا الحوار، ما هو إحساس الإعلامية سلوى بالأمومة ؟ أن أكون أما بالنسبة لي هو الشيء الأكثر جمالا في الوجود.