مع شيخ القصة القصيرة بالمغرب, كان لنا موعد معه على هامش ملتقى أكادير للرواية أجرينا معه دردشة خفيفة لنكتشف من خلالها ملمحا من ملامح حياته فكانت أجوبته كقصصه رسائل مشفرة يترك للقارئ تفكيك رموزها وفق ذكاءه, إنه الكاتب أحمد بوزفور … بداية، تحية عطرة لكم أستاذ بوزفورد وشكرا على قبولكم الدعوة مرحبا،و بكل فرح لن نسأل عن من هو أحمد بوزفور؟ لكن سنطلب منكم التحدث عن نفسكم قليلا. يصعب عليّ الحديث عن نفسي لم أتعود ذلك، ولا أجد له ضرورة لأن المهم هو الكتابة لا الكاتب. نود أن نعرف بدايات اهتمامكم بالأدب؟ ربما منذ الطفولة الأولى حين قرأت ألف ليلة، وربما قبل ذلك، منذ بدأت أحفظ القرآن، حين بدأت أحس بحلاوة اللغة. لا يخفى على أحد أن طريق العلم والمعرفة ليست مفروشة بالورود,لذا نريد معرفة التحديات التي واجهتكم في مسيرتكم العلمية والأدبية؟ هي التحديات المعروفة التي تواجه أي كاتب مبتدئ : النشر.. القراءة.. النقد…الخ ما هو انطباعكم حول واقع القراءة بالمغرب ؟ واقع بائس… نحتاج إلى وقت طويل لغرس بذرة القراءة في تربة المجتمع المغربي، ولكي نبدأ الخطوة الأولى في مسيرة إستراتيجية مخططة، نحتاج إلى إرادة سياسية. سبق لكم وأن رفضتم جائزة وزارة الثقافة كتعبير عن سخطكم على الأوضاع السوسيوثقافية و الإقتصادية المزرية بالمغرب, هل ترون أن موقفكم ذلك قد غير من الواقع شيئا؟ ألم يكن من الأحسن أن تقبلوها وتوظفوها في تحسين ولو شيئ قليل من تلك الأوضاع كما يقول البعض؟ ربما لم يغير ذلك الموقف شيئا من الواقع، لكن الاهتمام الثقافي العام بالقراءة وبالوضع الثقافي العام ازداد بين المهتمين وذلك يعزيني قليلا، ويعطيني بعض الأمل. أما أن أقبل وأوظف مبلغ الجائزة في تحسين الأوضاع فيخالف مبادئي، وقد سبق للكاتبة الراحلة “مليكة مستظرف” أن أجابت عن هذا السؤال بالسخرية من واضعيه. لماذا نرى أن المثقف أو المفكر المغربي “ مثقف ظل “ على حد تعبير “ميشل فوكو” ,عوض أن يثور على الأوضاع القائمة ليس بقلمه وعلى مكتبه وفقط ,بل بحنجرته وفي فضاء الشوارع , ويجسد بذلك مفهوم المثقف العضوي؟ هذا ليس صحيحا. أولا ليس هناك مثقف مغربي منسجم في الرأي والموقف والفعل. هناك تيارات ومواقف ووجهات نظر مختلفة بين المثقفين مثلما هي بين جميع مكونات المجتمع المغربي. وقد نزل إلى الشارع مع المتظاهرين الكتاب الذين يتفقون في الموقف مع المحتجين.ومفاهيم مثل المثقف العضوي، ومثقف الظل.. الخ تحتاج إلى تحيين يراعي الزمن والمجتمع والثقافة. يعد موضوع “الربيع العربي“ موضوعا ملأ الدنيا وشغل الناس, فهل ترون فعلا أنه تمت هنالك ربيع عربي أم أنه لا يعدو أن يكون سحابة صيف عابرة ؟ وما نصيب المغرب من هذا الربيع؟ كنت في البداية مع الربيع العربي على طول الخط، ونزلت إلى الشارع مع المتظاهرين، لكني ومع صعود التيارات الأييولوجية الكليانية المضادة للحرية والاختلاف، بدأت أحس بضرورة ثورة أخرى أولا، ثورة اجتماعية وثقافية تسمح للناس بتشرب مبادئ الحرية والنقد واحترام الآخر، قبل القيام بالثورة السياسية كيف يتمنى بوزفور أن يرى بلده المغرب ذات يوم؟ أتمنى أن أرى المغرب كما كنا نحن المغاربة جميعا نتمنى أن نراه غداة استقلال المغرب سنة 1956. دولة ديمقراطية وشعب منتج واقتصاد قوي وإبداع حر في مجالات العلم والفكر والأدب والفن. أخيرا هل سيتحف بوزفور الساحة الأدبية بجديده قريبا؟ أنا أحاول أن أبني مجموعة قصصية جديدة أتمنى أن يتاح لي نشرها خلال السنة المقبلة.