انتقدت منظمة العفو الدولية قرار إسبانيا تسليم علي عراس، المتهم بارتكاب جرائم تصنف في خانة الإرهاب، إلى المغرب، وقالت المنظمة إن عراس يمكن أن يواجه خطر التعذيب. وأوضحت منظمة العفو الدولية أن عراس تتهمه السلطات المغربية بالانتماء إلى شبكة إرهابية يرأسها عبد القادر بليرج، الذي يحمل الجنسية المزدوجة البلجيكية المغربية وحكم عليه أخيرا بالسجن المؤبد عقب إدانته وآخرين بالتخطيط للقيام بأعمال إرهابية. وأكدت المنظمة أن إسبانيا سلمت عراس إلى المغرب يوم الثلاثاء الماضي، بعدما كان محتجزا في إسبانيا منذ إلقاء القبض عليه في أبريل 2008. ونقلت المنظمة عن أندريا هوبر، نائب مدير برنامج أوربا وآسيا الوسطى بها قوله "إن السلطات الأسبانية عرضت علي عراس، بإعادته قسرا إلى المغرب، إلى مخاطر جدية بأن يواجه التعذيب وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان". وأضاف هوبز أن "تسليم علي عراس انتهاك لعدة معاهدات انضمت إليها إسبانيا كدولة طرف، بما في ذلك "الاتفاقية الأوربية لحقوق الإنسان"، التي تحرم إعادة أي شخص إلى بلد يمكن أن يتعرض فيه لخطر التعذيب". واعتبر هوبز أن تسليم عراس يعد خرقا للتدابير المؤقتة التي أمرت بها لجنة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في 26 نونبر الماضي، ودعت بموجبها إسبانيا إلى عدم تنفيذ عملية التسليم إلى حين اتخاذ اللجنة قرارا بشأن هذه القضية. وأشارت منظمة العفو الدولية إلى أن السلطات الإسبانية لم تخطر لا محاميي عراس ولا أقرباءه في بلجيكاوإسبانيا رسميا بتسليمه، إذ لم يعلم هؤلاء بتسليمه إلا من وسائل الإعلام. ولم تصل أقرباءه أي أخبار عن مصيره أو مكان وجوده منذ اعتقاله لدى وصوله إلى المغرب. وأكدت منظمة العفو الدولية أن محاميي عراس أبلغوها أن موظفين في الشرطة الدولية الأنتربول اقتادوا عراس من سجن "فالديمورو" في مدريد يوم الثلاثاء الماضي. ويعتقد أنه رحل إلى الدارالبيضاء في وقت لاحق من ذلك اليوم. وكان علي عراس أعلن إضرابا عن الطعام في السجن في إسبانيا لمدة 25 يوما قبل ترحيله. وتم ترحيل عراس بعد أن أقر مجلس الوزراء الإسباني تسليمه في 19 نونبر الماضي، وفي الوقت الذي رفض المجلس تسليم محمد الباي، الذي أوقف مع علي عراس ويحمل الجنسيتين الإسبانية والمغربية. وقبض على علي عراس ومحمد الباي في مدينة مليلية المحتلة، في فاتح أبريل 2008 استنادا إلى مذكرة بحث دولية صادرة عن المغرب. وأبلغت شقيقة عراس، فريدة، منظمة العفو الدولية أن عائلتها تشعر بقلق لأن السلطات البلجيكية لم تفعل شيئا لمنع ترحيله إلى المغرب.