تسبب عزيز الجعايدي، الحارس الشخصي للملك محمد السادس، في إحالة مسؤول أمني برتبة ضابط ممتاز على المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة بعد ارتكاب هذا الأخير، مساء الثلاثاء، خطأ بروتوكوليا أثناء مرور الملك بالقرب منه في إحدى خرجاته الخاصة بالدارالبيضاء. وذكر مصدر مطلع أن الضابط الممتاز لم يقدم التحية الرسمية للملك الذي كان يمر بسيارته غير بعيد عنه، وهو الأمر الذي لم يتقبله الجعايدي وأعرب عن غضبه من هذا الخطأ بالمسارعة إلى الاتصال بكبار المسؤولين الأمنيين بالدارالبيضاء قصد اتخاذ العقوبة الزجرية المناسبة في حق المسؤول الأمني. وفعلا، يقول مصدر مطلع، تقرر إبعاد المسؤول الأمني إلى المعهد الملكي للشرطة قصد إخضاعه لفترة تدريب أخرى كعقوبة زجرية. وأفاد مصدر آخر بأن عدة مسؤولين أمنيين دخلوا على الخط في هذه القضية في إطار «المساعي الحميدة» للدفع في اتجاه إلغاء هذا القرار، غير أن هذه المساعي باءت بالفشل بعد أن أبدى الجعايدي «تشددا كبيرا» وطالب بتفسير واضح لهذا الخطأ البرتوكولي الذي وقع فيه المسؤول الأمني، داعيا في الوقت نفسه إلى «عدم التساهل مع المعني بالأمر في هذا الخطأ». وتلقى المسؤول الأمني قرار إبعاده إلى القنيطرة بذهول كبير، خاصة أن هذا القرار ستتلوه عقوبة إدارية أخرى من المديرية العامة للأمن الوطني بعد انتهاء فترة التدريب، وهي العقوبة الإدارية التي قد تضر بمساره المهني وتحرمه من التدرج في سلم الترقية. وخلف قرار إبعاد المسؤول الأمني إلى القنيطرة موجة استياء بين رجال الأمن الذين أصبحوا يعيشيون على أعصابهم خوفا من أن يتكرر نفس السيناريو مع البعض منهم، فيما لم يخف بعض الأمنيين في الدارالبيضاء تذمرهم من لغة التهديد التي يطلقها الجعايدي في حق بعض رجال الأمن وأيضا طريقته الحادة في التعامل معهم أثناء الزيارات الملكية، غير أن مصدرا آخر يقول «إن ما فعله الجعايدي هو الذي يبنغي أن يكون في مثل هذه المواقف التي تهم تحركات جلالة الملك».