أعلنت مصالح الشرطة الاسبانية بمليلية عن اعتقال مواطن جزائري وأربعة اسبان في عملية تفكيك شبكة لتزوير سيارات يتم تهريبها باتجاه الناظور. وأوضح بلاغ صادر عن الشرطة بالمدينةالمحتلة، أن عناصرها تمكنت قبل أسبوع من حجز سيارتين مزورتين واعتقال ثلاثة أشخاص في النقطة الحدودية، في سياق تحقيقات أمنية انطلقت منذ أربعة أشهر ركزت على تتبع أنشطة الشبكة التي كانت تقوم بتغيير هوية السيارات عبر تزوير لوحاتها وأرقامها، قبل إعادة بيعها في مناطق مختلفة داخل المغرب. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "الصباح" من المصدر ذاته، فان عمليات التزوير كانت تطال الأرقام التسلسلية للمحرك، ورقم الهيكل الأساسي «الشاسي»، حيث كان أفراد الشبكة يقومون داخل إحدى الورشات بطبع رقم هيكل آخر فوقه بطريقة لا يمكن كشفها بالعين المجردة، أو عبر استبدال الصفيحة المعدنية التي يوجد عليها رقم الهيكل الأساسي بصفيحة معدنية أخرى لسيارة من نفس النوع. وتشير مصادر "الصباح"، أن السنوات الأخيرة شهدت تناميا ملحوظا في عمليات شبكات دولية متخصصة في تزوير السيارات تتخذ من مليلية قاعدتها الخلفية، وتمتد أنشطتها داخل مدن اسبانية عديدة، حيث توجه تلك السيارات للتسويق داخل المغرب وخارجه من خلال حدوده مع الجزائر في المنطقة الشرقية. وبحسب المصادر نفسها، فان الحصول على تلك السيارات يتم بطرق ووسائل مختلفة، ومن بين تلك الطرق إدخال سيارات رخيصة أو قديمة إلى مليلية واستبدالها بأخرى من نفس النوع توجد في وضعية جيدة، حيث يحتفظ لها بنفس الوثائق بعد تزوير أرقام هيكلها، أو عبر تغيير هوية السيارات المسروقة من دول أوروبية مختلفة وإعادة تسويقها بوثائق مزورة. والى جانب ذلك تلجأ شبكات تزوير السيارات إلى استغلال طرق قانونية يتم بموجبها استيراد سيارات أو شاحنات مفككة كقطع غيار من دول أوروبية حيث يتم تركيبها في مرائب خاصة قبل تسويقها من جديد، كما يتم الحصول على بعض السيارات الأجنبية بعد سحب أصحابها لها من جوازات سفرهم بطريقة أو بأخرى في طريق عودتهم نحو الدول الأوروبية التي يقيمون بها، ثم يقوم أحد أفراد الشبكة المتواجد بمدينة مليلية بعد أن يعمد إلى تزوير صفائحها والوثائق الخاصة بها، إلى إدخالها مجددا إلى الناظور. وبحسب المعطيات المتوفرة، فان سيارات مزورة أو مسروقة خاصة المستعملة منها في أنشطة التهريب صارت تتنقل بحرية مثيرة في مناطق مختلفة من الناظور، مستفيدة بشكل كبير من التساهل الذي تقابل به تحركات تلك السيارات من قبل بعض رجال الأمن في عدد من المحاور الطرقية، سيما داخل المدار الحضري. وأوضحت مصادر "الصباح"، أن سائقي تلك السيارات تسببوا في حوادث سير خطيرة على مدى السنوات الأخيرة، وهي حوادث مميتة ذهب ضحيتها عدد من المارة ومستعملي الطريق، كما أدت حوادث أخرى إلى إصابة عدد من رجال الجمارك أثناء أدائهم لمهامهم بعدد من الحواجز بإصابات خطيرة، وفي تلك الحالات غالبا ما يعمد هؤلاء المهربون إلى الفرار أو إضرام النيران في سياراتهم لإتلاف معالمها أو الحمولة التي تكون على متنها. وتضيف المصادر نفسها، أن سيارات من أنواع مختلفة تسمى محليا ب"المقاتلات"، وتحمل اغلبها صفائح مزورة، تتحرك عادة في الليل أو في الصباح الباكر على شكل مجموعات لنقل حمولتها من الوقود انطلاقا من نقط تخزين ببلدة بني ادرار الواقعة في الشمال الشرقي من مدينة وجدة، قبل عودتها لتوزيع الحمولة على عدد من نقط البيع المنتشرة بمناطق مختلفة من إقليمالناظور، ومدن أخرى مجاورة، كما تجوب سيارات مشبوهة أخرى معدة لتهريب السلع من مليلية، طرقات وشوارع مناطق مختلفة من المدينة، متسببة بدورها في حوادث سير خطيرة خلفت عددا من القتلى والجرحى، نتيجة السرعة المفرطة وسلوكات المهربين المثيرة في قيادة مركباتهم، ما يترجم، بجلاء، لمستعملي الطرقات من عامة المواطنين، أن هذه الفئة لا تضبطها لا القوانين ولا الإجراءات الأمنية.